كنت محظوظا أنني كثير الأسفار بسبب عملي و قد زرت دولا كثيرة جدا و لكنني أروي لكم بعض الحكايات اليوم عن سويسرا و التي كنت عليها شاهد عيان اي انها قصص رأيتها بعيني و سمعتها بأذني و لم يرويها لي احد ، دعاني حسيب كرم و هو صديق لبناني سويسري مقيم في جنيف يوما ، و قال لي بخفة دم اللبنانيين المعهودة " لك ياخيي خلينا نروح عالبيت نتغدى اليوم مرتي مش هاون " قلت يلا نذهب للغداء ، و بدا حسيب يحضر الغداء في المطبخ بينما اقوم انا بمساعدته معنويا بالحديث معه عن أمور عامة حينما قرع جرس الباب ، ذهب حسيب للباب ليرى من الطارق و سمعت حوارا حادا " حادا بالمقاييس السويسرية و ليس العربية " ثم عاد حسيب " يبرطم و يشتم و يسب " قلت له خير مالك ، ابتسم و قال لك ياخيي ما بتصدق يللي بصير " الشرطة قرفتني عمري ، كان عندي عصفور اشتيريتو لبنتي و في قفص و دية الله عليه " قلت و قدانتابني الفضول ، أيوه طيب قلت شو صار ، قال " قمنا يوم و لقينا العصفور ميت ، لك ياخيي خلص عمره مات " طيب ياحسيب ثم ماذا ما علاقة العصفور بالشرطة السويسرية ضحك و قال لقد زهقت عمري هذه المرة العاشرة التي يأتي بها الشرطي و يريد شهادة وفاة للعصفور و سبب الوفاة و لماذا لم ابلغ عنه " وزارة العصافير " و كاد ينقلب على قفاه من الضحك .
وجمت أنا بالطبع و قلت بالله عليك شو الموضوع ، قال و الله كما اقول لك ، لك ياخيي مات عندنا في لبنان نص مليون ذبحوا بعضهم بالشوارع ما حدا طلب شهادة وفاة ، و الحكومة السويسرية مستنفرة مشان عصفورتنا ، و مش عارف شو بدي اسوي ، طبعا أنا على طريقتنا في حياتنا في العالم العربي قلت له اشتري لك عصفور يازلمة و قلهم هاي العصفور ما ماتش كان متخبي تحت السرير و ضحك مرة أخرى وقال انت بدك توديني عالحبس ، لا ياعمي بدي اروح اوكل محامي حتى أنتهي من هذا الموضوع ...
و بايدي طيرت العصفور ...!!
و في سويسرا ايضا دخلت الى مركز كبير للتسوق اسمه " le placette " و اشتريت بعض الأغراض لأولادي و ذهبت الى الصندوق و دفعت الثمن و خرجت و عند المخرج بدأت صفارات الإنذار تولول و ليس لذلك معنى الا أن الزبون الخارج قد اختلس شيئا لم يدفع ثمنه توقفت بالطبع ثم تراجعت و جاء نحوي رجلان بهدوء و أدب و لكن بصرامة و سئلا هل يمكن أن نرى المشتريات و لم أمانع بالطبع ، بكل هدوء ذهبنا سويا الى طاولة حيث اخرجا محتويات الكيس قطعة قطعة و قارنا المحتويات بالفاتورة و وجدا أن البضاعة قد دفع ثمنها بالكامل غير ان امينة الصندوق التي قامت بعملية المحاسبة نسيت قطعة دون أن تزيل عنها الكود السري ضد السرقة و جاءت المسكينة مصفرة الوجه و كانت بالفعل ممتقعة و تنظر الي نظرات تدعو الى الشفقة ن و أخرج أحد الرجلين نموذجا مطبوعا و دعاني الى تعبئته و توقيعه ، و سألته لماذا قال حتى تشتكي علينا للشرطة لأننا اخترقنا خصوصيتك بدون وجه حق و يحق لك مقاضاتنا و الحصول على تعويض ، نظرت الى حالة المسكينة المحاسبة ، ربما لجمالها أكثر من شفقتي عليها لا أدري فنحن الاردنيون " قلبونا رهيفة " حينما يتعلق الأمر بالنساء ، و قلت لا أريد أن اشتكي ، لقد كان أمرا غير مقصود و بعد أن تأكد الجميع أنني لا أريد أن أشتكي ، أعادوا البضاعة الى الكيس و أحضروا لي خمس ربطات عنق فاخرة و خمسة أزواج من الجوارب الفاخرة ايضا و اصروا على أن احصل عليها هدية من المحل حينما حدثت بعض الأصدقاء قالوا لا تحاول اعادة التجربة في شارع السعادة بالزرقاء او جبل الحسين لأنك رايح تتبهدل سواء كان معك الحق ام عليك و النموذج السويسر المطبوع لم يصل عندنا بعد.
ساحدثكم عن قضايا سويسرية أخرى و عن السفير السويسري السابق ، لكن بالمناسبة قبل أن أغادركم تمنع القوانين السويسرية وضع اضاءة كهربائية على البرندات في الأحياء السكنية ، حتى لا يضيء أحد " البرندة " فيقع الضوء على أعين أحد الجيران في الجهة المقابلة من الشارع فيفسد عليه نومه ... السماعات امبارح بحارتنا كانت للصبح لأنه ابن الجيران نجح بالتوجيهي بمعدل واحد وخمسين و اربع أعشار قال سويسرا قال ..