القمة الأصدق والأكثر تواضعاً
طارق مصاروة
26-07-2016 02:18 AM
حجم الحضور في قمة نواكشوط يعادل حجم حضور موريتانيا في عالمها العربي، وذلك ليس تقليلاً من قيمة بلد افريقي على الأطلسي وفيه.. مليون شاعر، وانما لان ظروفه الجغرافية، وتاريخ دخوله، عوالم العرب بعد استقلاله، وفقره البادي جعلاه بعيداً عن العواصم التاريخية: القاهرة وبغداد ودمشق.
على اي حال هي قمة عربية نشعر بعد العاصفة انها ليست سيئة. وان ما كنا نحمل لها وللجامعة العربية من الازدراء الشعبي لم يعد قائماً الآن.
ولعل مجرد انعقادها في هذا المكان القصيّ انما هو انجاز قومي يدعو الى التأمل.. فهو اشبه بما كان الاستعماريون يفعلونه في البحار التي لا مشاكل فيها، بارسال اقدم واصغر سفينة هدفها الوحيد.. رفع العلم فقط.
ماذا سيقرر القادة العرب او ممثلوهم في نواكشوط؟!.. ربما لا يبدأون بالقضية الفلسطينية، لكن للقضية عليهم حق المساكنة منذ قرن من الزمان من أيام كانوا سبعة الى ان صاروا واحداً وعشرين. ثم ان هناك مشروعاً عربياً وضعته قمة بيروت عام 2002، نسيه الناس وتذكره قبل اسابيع قليلة نتنياهو–ما غيرو–فدعا العرب الى الجلوس معه والتفاوض عليه، ولقد سمعنا ان بعض العرب استجاب مباشرة لدعوة نتنياهو، وهم طبعا ليسوا من.. اهل السلام.
- ماذا سيبحث ويقرر قادة العرب ايضا؟
- مشروع عظيم كدنا ننساه في هذه الخضم، وهو الجيش العربي الواحد، فقد كان طرحه العاهل السعودي في ايام «عاصفة الحزم» الاولى، واستجاب له الجميع لان العرب حسبوا انهم قادرون عسكريا على نجدة سوريا والعراق واليمن وليبيا، فبعثوا بقادة جيوشهم الى القاهرة ليضعوا خطط ومراحل انشاء هذا الجيش، وقيل ان كل شيء جاهز بانتظار قرار القادة في قمة كقمة نواكشوط.
- هل نسمع قرار انشاء جيش عربي يستطيع حشد عشرة ملايين جندي، وشن حروب تحرير مدن العرب من الإرهاب العربي والاسلامي، والاحتلال الصهيوني؟
لا نريد أن نعود الى جلد مؤسسة القمة أو جلد الجامعة العربية.. لكن الحلم بهذا الجيش اكبر كثيراً من إرادة النظام العربي.. مع أن الحروب قائمة بين العرب، ومع أن عدد الشهداء الأحياء والأموات فاق العشرة ملايين عربي.
.. نحلم، وعيوننا ترمّدت على انتظار رؤيته.
الراي