غلاء الأسعار ، انفلونزا الطيور ، أطفال غزة ، سجن أبو غريب ، الصحافة الدنماركية وغيرها الكثير من الصور والأفكار تنازعت العرض على شاشة مخيلتي وأنا أقف صباح يوم الجمعة عند بائع الدجاج !!
يا إلهي ما العلاقة بين كل تلك الصور والأشياء ؟ هل أصابني الهوس لدفع ثمانية دنانير ونصف ثمنا لدجاجتين ؟ أم أنها آثار الستالايت ومحطات الأخبار اللعينه ؟
أحسست وكأنني خارج عالم الوجود وأنا أتمعن أبواب أقفاص الدجاج في المحل مفتوحة على مصاريعها ولا تتجرأ إحداها على مجرد التفكير في محاولة الخروج من القفص للهروب وهي ترى يدي صاحب المحل تمتد كل بضعة دقائق لأخذ واحدة أو أكثر من أخواتها اللواتي لم يحدث قط أن رجعت إحداهن لتخبرها بأنها قد نجت من المصير المحتوم الذي تعرفه جيدا ، لأتذكر كيف كانت صعوبة إلقاء القبض على دجاجة أيام زمان إذا ما داهم أهلها ضيف مفاجىء بعد خروجها من ( الخم ) صباحا طلبا للرزق مع رفاق المصير ، ليشترك جميع أفراد العائلة في عمليات المطاردة والتحشيك ، حتى إذا ما لجأت إلى حوش أحد الجيران سرعان ما انضم إلى فريق المطاردين وأمسك بها ليسلمها للذبح ، ألا يشبه ذلك خروج أهالي غزة من خم الحصار الإسرائيلي عبر معبر رفح .
الدنمارك التي لم نسمع في تاريخنا الحديث عن أنها اختلفت أو تنازعت مع إحدى الدول والتي لا أعرف عنها سوى أنها صاحبة فكرة دلل بقرتك ما الذي أتى بها للمخيلة أيضا ؟ هل لها علاقة بالموضوع ؟ هل هي( حِرِّة ) غلاء الدجاج أم هو الغضب من نشر صحفها للصور المسيئة لرسولنا الكريم ، أم مجرد الحنين لأمهاتنا البديلات المدللات هناك .
لمَ تتجرأ علينا الأمم مجتمعة كما تجتمع الأكَلَة على قصعتها هل من قلة يا رسول الله أم أنها مجرد دراسة أمريكية لمعرفة أثر الحليب والجُبن الدنماركي على سلوك أبنائنا الذين تعودوا نكهة حليب الأم البديلة صاحبة الصون والدلال .
أدركت بعد طول تفكير أن كل ما ورد في المخيلة كان متعلقا ببعضه تماما وأن عقلنا الباطن أصدق وأقدر على التحليل وربط الأسباب بالنتائج فقررت البقاء أمام القفص وإطلاق العنان للخيال لأرى صورة انتظارنا لغذائنا وكسائنا من غير ما نزرع ونصنع حين تزاحمت كافة الدجاجات مطأطأة رؤوسها محنية الرقاب لتنعم ببضع حبات مما قدمه لها من سيريق دمها بعد قليل من حبيبات الزوان في المعالف المعلقة حول القفص . mustafawaked@hotmail.com