ذكرت المواقع الإخبارية أمس , أن وزيرة السياحة تنوي تكرار محاولتها بتسلق جبال وادي الهيدان ..
في ظل هذا الكم الهائل من الكوليسترول الرسمي أجزم أن الأمر يستحق الإشادة بالوزيرة .
في قطاع السياحة الأردني , هناك تسلق أصعب من تسلق جبال الهيدان , وهو تسلق يستحق منا أن نقف عنده مطولا , لم يلحظ أحدا أن سلسة منتجعات وفنادق (الموفينبيك) العالمية , للمرة الأولى وعبر تاريخها تعين مديرا أردنيا على أكبر استثماراتها ..والموجودة في البحر الميت , فهناك شاب من وادي موسى والبتراء , بدأ حياته موظفا عاديا في قطاع السياحة إلى أن وصل مديرا على إستثمار يقدر حجمه بعشرات الملايين وهو :- عبدربه الطويسي ..علما بأن هذه السلسة من المنتجعات وعبر إمتدادها في كل دول العالم كانت تعتمد المدير الأجنبي .
تماما مثلما حدث في العقبة , فالسيدة الفاضلة ليالي النشاشيبي هي الأخرى مديرة في فندق (موفينبيك) العقبة , واستطاعت أن بحرفيتها وقدرتها أن تجعل هذا المكان قبلة الأردني في زيارته إلى هناك .
حسنا مجتمع الفنادق , مجتمع معقد , ويخضع لإعتبارات وشروط عالمية ..بعكس تسلق جبال الهيدان , فهو يحتاج لقليل من اللياقة فقط , وأظن لو أن معالي الوزيرة , إستمعت لمدراء أكبر سلسة فنادق في العالم , حول السياحة ومشاكلها وسبل تطويرها لكان الأمر أكثر فائدة ..ذلك أن هذه الوزارة لا تحتاج لموظف بقدر حاجتها للأفكار الخلاقة , وللإبداع ..وللإستماع من اصحاب العلاقة حول السياحة ومشاكلها .
عبدربه الطويسي وليالي النشاشيبي , قصص نجاح أردنية , ولكنها قصص نجاح في إطار عالمي , وليس في الإطار المحلي فقط..فنحن دائما ما نختصر السياحة , في إعلان تجاري تنشره هيئة تنشيط السياحة على محطة مثل (الأم بي سي ) أو مجلة مغمورة في بريطانيا ,وأحيانا نطلق حججا تتعلق بظرف المنطقة وأحداثها , حين تنخفض أعداد السياح لديناعلما بأن القصة أبعد من ذلك بكثير ...
في البحر الميت أثبت الأردني وجوده أكثر من غيره , فجميع من يعملون أغلبهم من أبناء الشونة , وغور الصافي , وسويمة ... وهؤلاء انخرطوا أيضا في قطاع السياحة , وتعلموا كل فنونها ..
يحتاج الوزير إلى قرار ليكون وزيرا , والمدير العام يحتاج إلى قرار أيضا ..ولكن أن تكون مديرا في سلسة عالمية , فالأمر يحتاج إلى إبداع وتعب وشقاء وإثبات وجود ...وللعلم حين كنت طفلا في الصف الخامس ,كنت أمشي وادي الهيدان كاملا وحافي القدمين , كلما كان أبي يصطحبني للصيد معه هناك ...
السياحة في الأردن ليست الوزارة , وليست هيئة تنشيط السياحة , وليست المؤتمرات التي تعقد ...السياحة هي عقل الأردني وقدرته ..فنحن نحتاج لدعم نماذج مثل الطويسي والنشاشيبي , نحتاج لأن نستمع منهم للرأي ونأخذ المشورة , ونفهم المعوقات والصعوبات واليات التطوير ..
الإعلام في لحظة , يجب أن ينير الضوء , على أشياء غابت عنا ..وأنا كلما ذهبت في مؤتمر أو دعوة , إلى تلك الفنادق تقابلني إبتسامة عبدربه الطويسي , أو ترحيب ليالي النشاشيبي ...وفي النهاية , إبتسامة الأردني أجمل من إبتسامة أي جنسية أخرى ..ذاك أنها تنبع من الروح .
الراي