زعماء في النار وزعماء في الجنة
المحامي محمد الصبيحي
24-07-2016 11:06 PM
كلما رحل زعيم في مكان ما في العالم يخطر ببالي سؤال : ماذا لو قرر الزعيم أن يأخذ معه مستشاريه الى العالم الاخر ليتحملوا مسؤولياتهم أمام رب العالمين على ما أشاروا وما دبروا وتهامسوا في السر والعلن ؟؟ أغلب ظني لو سن حاكم هذه القاعدة فلن يجد مستشارا واحدا يعمل لديه
وكلما رحل قائد أو زعيم تأملت في نفسي حكمة الموت وتساءلت ؟ ماصنع الزعيم بالثروة وهل حمل معه شيئا منها ؟؟
كلا ذهبت السطوة والرهبة وهرع المستشارون والمنافقون وباعة الحروف الى الزعيم الجديد يتدافعون الى موطىء قدم في البلاط الجديد
ومن عجب سحر السلطة أن الحكام لايتأملون ما آلت اليه سطوة أسلافهم وقليل من يأخذ العبرة من الرحيل صفر اليدين حيث لاينفع الحاكم ان تسمى باسمه الشوارع والميادين ولا ينفع حرس الشرف ولا سجل النياشين ولا الجنازات العسكرية ولا طوابير المعزين القادمين نفاقا للحاكم الجديد . .
وقد وصف رسول الله عليه الصلاة والسلام مسؤولية الحاكم فقال ( إنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزى وندامة ، إلا من أخذها بحقها ، وأدى الذى عليه فيها " ( مسلم .)
وقال أيضا ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة " . ( مسلم ) .
وفي المأثور عن الخليفة عمر بن الخطاب أنه قال عن مسؤولية الحكم ( وددت لو خرجت منها كفافا لا علي ولا لي ) وقال " لو ماتت شاة بشط الفرات ضائعة لظننت أن الله سائلى عنها يوم القيامة.
وكان رضي الله عنه يضع في أصبعه خاتما نقش عليه عبارته المشهورة ( كفى بالموت واعظا يا عمر ) حتى لا ينسى لحظة أنه ملاق ربه ومحاسبه على ما قدم وانه لن يحمل معه من الدنيا درهما ولا دينار.
وفي كتاب السياسة الشرعية لأبن تيمية يروي كيف يضرب أحد علماء المسلمين وهو ( أبو مسلم الخولاني ) المثل والعبرة في مقابلة السلطة حين دخل على الخليفة معاوية بن أبي سفيان قائلا السلام عليك أيها الاجير - ولم يقل الامير - فهب من في مجلس معاوية يستنكرون قوله فقال معاوية ( دعوا عنكم أبا مسلم فانه أعلم بما يقول ) فيرد أبو مسلم قائلا لمعاوية ( إنما أنت أجير استأجرك رب هذه الغنم لرعيتها ، فإن أنت هنأت جرباها ، وداويت مرضاها ، وحبست أولاها على أخراها ، أوفاك سيدها أجرك ، وإن أنت لم تهنأ جرباها ، ولم تداو مرضاها ، ولم تحبس أولاها على أخراها عاقبك سيدها ).
فهل يتدبر حكام المسلمين سنة الحياة