اطراد موسى المجالي
التوجيهي في كل الاجيال "بعبع"للجميع ولكن هذا "البعع" يزداد شراسة وقوة بحداثة الاجيال بشكل غير مسبوق، اتذكر انا وابناء جيلي كيف كان التوجيهي، ونقول في انفسنا: الان لو اتيحت لنا الامكانيات والتسهيلات التي تتاح لهذا الجيل لكنا استغلينا ايام الاسبوع في رحلات صيد اكثر من الدراسة، واظن من قبلنا يتحدثون عن جيلنا نحن بنفس الطريقة.
اتذكر ان التوجيهي في ايامنا لا يوجد فيه نظام الفصول، ولا نظام اختيار المواد الجامعية،ولا ما يسمى مواد محذوفه، ولا اعادة المادة او مواد للنجاح او غيره، او توجيهي على فصلين او توجيهي "شرعي" او "مكسي".
كل ما نتذكره في جيلنا ان عدد كتب الفيزياء ثلاثة اجزاء حتى انها تنفع للارتقاء عليها حتى نركب لمبة الكهرباء، فانا ممن درسو ا التوجيهي العلمي، لا نتذكر في جيلنا " الدوسيات" ولا شرح المواد بطريقة الدليل الشامل المتاح حاليا الذي يتيح تفسيرا مبسطا لكل ما في الكتب، وليس لدينا انترنت ولا اسئلة متوقعه ولا اساتذة للتقوية، اتذكر اني قمت باجراء عملية الزائدة الدودية بالتوجيهي ونظفت بواليع المغاسل حتى تنساب المياة في احدى دعوات والدي للغداء لاصحابه واهل منطقته قبل يوم من امتحان مادة الكيمياء بنهاية السنة، واتذكر ان امي فقط من كانت تتذكر اني في مرحلة التوجيهي وتقول لي والله بدعيك "يا ميمتي" فقط. واتذكر بعدها اني اكملت الجامعة وبعد ثلاثة اشهر سألني والدي بأي سنة "صرت".
ذهبت بعد نجاحي للتسجيل في جامعة اليرموك ابن قرية صغير وكانت التحديات كبيرة اجتماعيا واكاديميا وحتى نفسيا، لا اتذكر ان احد سالني " شو سجلت بهذا الفصل" او" متى بتخلص"، او زار والدي دكتورا في الجامعة او اتصل اخي بالجامعة او اي من مما نراه الان من اهتمام يكاد يولد اعتمادية تامة على الاهل واضعافا للشخصية.
لن اطيل، ولكن ما اراه اليوم من تسهيلات بالتوجيهي تكاد تزعجني من جراء خوف الطالب او الاهل على اولادهم، هل هم السبب اما نحن السبب في ذلك، دعائي الى الله ان يفرح الجميع ولا يضيع تعب لاحد.