لا يحار المرء كثيراً في تفسير سبب الاحترام الذي يحظى به طاهر المصري من الجميع، فعلى مدار عشرات السنوات، ومختلف كراسي الحُكم، ظلّ يحافظ على لسانه العفيف، وموقفه النظيف، ويده البيضاء، ولم يقطع شعرة معاوية مع أحد.
ذلك، كلّه، لا يعني أنّه لا يقول رأيه بصراحة، ولكنّه يختار دوماً الوقت المناسب لذلك، فيفجّر قنبلة سياسية تبقى حديث المجالس مطوّلاً، ومع اقترابنا من الاستحقاق الانتخابي النيابي يُعلن دون مواربة أنّ كبار السياسيين لا يخوضون الانتخابات خوفاً من التزوير، ويضيف: وأيضاً خشية من وجودهم كشهود زور!
كان ذلك في مقابلته مع الزميل الاستاذ سمير الحياري ناشر “عمون”، وتضمّنت أيضاً ما يمكن اعتباره رسالة سياسية، تردّ ضمناً على اتّهامه بكونه يعمل على تشكيل قائمة انتخابية، فيعلن أنّه لم يلتق المرشحين بعد، ولهذا فهو لم يُشكّل موقفه حتى الآن.
خمسة وأربعون عاماً من التجربة السياسية الثرية تبدو حصيلتها ما بين السطور مرّة، فالماضي أفضل من الحاضر، أمّا المستقبل فيبدو غامضاً غير قابل للتوقّع، ويبدو أنّ كتابه المقبل قريباً :”حصاد الزمن الصعب”، سيحمل الكثير من تفاصيل تبدو المقابلة مجرد تسخين لها، وكما يقال فالمكتوب يُقرأ من عنوانه!