تقرأ في الجيروساليم بوست، صورة اخبارية عن بنحاس سويسه، وكاتي روماني واليهود الذين عادوا الى «الدياسبورا» من «ارض اسرائيل»، فتشعر اننا نعطي الصهيونية اكثر مما تستحق، والاستيطان اكثر من صور الدور الملتصقة بتلال وجبال فلسطين.
يقول تقرير الصحيفة الأقدم، الأقرب الى وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن الأرقام التي يوردها تكاد لا تصدق:
- فقد هاجر من يهود المغرب الى اسرائيل ربع مليون حسب الاحصاءات. الآن تقول الاحصاءات ذاتها ان عددهم لا يزيد على ثلاثة آلاف! والجميع هاجروا من ارض الميعاد لثلاثة أسباب:
أ- عادوا للتواصل مع تراثهم القديم في المغرب.
ب- او لاسباب اقتصادية لان دخولهم في مراكش والدار البيضاء وغيرها اعلى كثيرا من دخولهم في اسرائيل.
ج- او بسبب شدة التحقيقات القضائية. وهذه طالت احد رؤساء الدولة فهو منذ سنوات في السجن، واحد رؤساء الحكومات وهو كذلك في السجن.. وعدد كبير من المسؤولين وقادة الجيش.
واليهود الذين عادوا الى الدياسبورا المغربية لهم قصة مع تدينهم: فكاتي روماني يعيش في مراكش منذ عام 2004، وهو يقول ان عدد اليهود الذين يزورون «السيناغوغ» كل يوم سبت خمسون يهوديا، اما المسجلون في الهوية فعددهم 500 يهودي من غير النشطاء.
بنحاس سويسة ولد في المغرب وهاجر مع عائلته الى اسرائيل، لكنه عاد.. الى قريته التي هاجر منها في جبال الاطلس، وهو كما يقول، يجب ان يعيش قريبا من السيناغوغ فاختار مراكش. وسويسة يقول لمحرر الجروزاليم بوست، اهلي ولدوا في المغرب، وانا اشعر انني في وطني وسأدفن معهم هنا، قالها بالعربية، ثم اجاب احد معارفه على سؤاله بالعبرية.
الذين زاروا المغرب لاحظوا في الدار البيضاء بالذات اسماء المحال التجارية في السوق بالعربية وبالعبرية، وقد اتيح لي شخصيا ان اسأل اصحاب هذه المحال، فوجدت ان اليهود في المغرب هاجروا اليها مع العرب الذين غادروا الاندلس، وقال لي دون كثير كلام ان هؤلاء الذين عاشوا في ظل الحكم العربي من اليهود هم وحدهم من دون يهود اوروبا الذين عاشوا بحرية وكرامة! وأسأل: لماذا اذن هذه الهجرة الكبيرة الى اسرائيل؟ فيجيب: الدعاية الصهيونية التي كانت تعدنا بالسمن والعسل في ارض الميعاد. وفوجئنا بأننا هناك في اوروبا. فأصابتنا الخيبة. لأن اوروبا اقرب الينا, ولاننا كنا احراراً في ان نغادر او نبقى!
الذين عاشوا في دمشق قبل اعلان الدولة اليهودية يتذكرون «حارة اليهود» ويتذكرون «بنك زلخة» ونائب دمشق في البرلماني السوري د.حاييم مزراحي. وكان جاك صايغ يجلس في صف واحد مع ابن اديب الشيشكلي في المدرسة الارثوذكسية (الآسية). ويذكر الكاتب حين طلب من جاك ان يجلس في مقعد آخر أن مدير المدرسة عاقبة بخمسة عصي على يديه لانه: «يثير العصبيات الطائفية»!
الآن يصر نتنياهو على أن يعترف الفلسطينيون والعرب بدولة اليهود, وهناك آلاف المهاجرين القادميين من الولايات المتحدة وروسيا, يوافقون نتنياهو, لكن هناك آلافاً كثيرة لا تجد في اسرائيل دولة لليهود. ولو اتيح ليهود العراق أن يعودوا الى وطنهم الاصلي لعادوا.. لكن ليس إلى عراق داعش، وفيلق القدس.. وانما الى عراق فيصل بن الحسين!
الراي