عندما تشير المعطيات حتى الآن , إلى أن هناك نوعا من عزوف ما بين أوساط بعض الأردنيين عن المشاركة في الانتخابات النيابية الوشيكة ترشحا وإنتخابا, فإن من واجب الحكومة صاحبة الولاية العامة على الدولة, أن تبادر إلى التدخل إيجابيا لتحسين المزاج الوطني العام إتجاه الانتخابات , فنحن اليوم بأمس الحاجة إلى برلمان حقيقي يعين الدولة والوطن على مواجهة ظروف إقليمية مرعبة، الله وحده أعلم بمآلاتها!
أعرف عن قرب, عمق وصلابة وطنية الدكتور "هاني الملقي" رئيس الوزراء , وأعرف غيرته الوطنية الصادقة التي يقدرها كل من يعرفه شخصيا , ولهذا فهو شخصيا قبل غيره من وزرائه , مطالب بالتفكير في الأمر , وإجتراح توجه جاد لتغيير هذا المزاج الشعبي المسكون بتداعيات موروث جعل المشاركة في نظر الكثيرين بلا جدوى!
بلدنا اليوم ليس بين نارين, وإنما هو وسط النار تماما لا عند حوافها , وبلدنا اليوم مثقل بالفقر والبطالة والمديونية والركود الإقتصادي المضني وسوى ذلك من هموم , والناس فيه ولهول ما ترى وتسمع من كوارث الإقليم , تبدو كما لو كانت بإنتظار المجهول , ولم يكن الأردن يوما بحاجة ملحة لإلتفاف مواطنيه حوله كما هو اليوم , وعليه , فالناس بحاجة إلى من يخرجها من ترددها وحيرتها التي تستفحل أكثر وأكثر .
أعرف أن هناك هيئة مختصة بالانتخابات على رأسها أردني محترم يعمل بكل الجدية والإخلاص , لكن ذلك لا يكفي, فلا بد من جهد وطني سياسي وإعلامي شامل, يقوده رئيس الوزراء المحترم المسكون بالخبرة والجرأة, والمقبول هو شخصيا لدى الناس لجهة حل المعضلة, ووضع الناس أمام حاجة بلدهم لوجودهم عند صناديق الإقتراع ناخبين ومترشحين.
لا غضاضة أبدا في حث شخصيات وطنية محترمة لها دورها في المجتمع , على الترشح وصولا لبرلمان وازن ذي قاعدة سياسية اجتماعية وازنة ذات أثر , ومطلوب أن نرى دولة الرئيس شخصيا مخاطبا الجمهور حاثا على المشاركة ومؤكدا على سلامة الإنتخابات وجديتها ونزاهتها , ومجيبا عن كل تساؤل.
ومطلوب في المقابل من عامة المترشحين تشكيل قوائم وطنية تعبر عن كل تلاوين الوطن لا لون هنا وآخر هناك , فالكبار الذين يحفظون للوطن عهده ويتقون الله فيه , هم من يترفعون فوق الحسابات العنصرية البائسة , والصغار البائسون هم من تصغر حساباتهم حتى أمام أنفسهم متى فكروا فيها بوازع من ضمير . الأردن لكل أهله , وكل أهله مدعوون للوقوف معه عند الامتحان.
الحكومة ممثلة بشخص رئيسها المحترم قادرة على فعل شيء يؤثر إيجابيا, وله أن يستثمر نظافة يده وتحلله من سائر مثالب المحاسيب والشلل وإخلاصه الذي لا شك فيه، لتحقيق هذا المطلوب وطنيا وبقوه . الله سبحانه وتعالى من وراء القصد .