هناك سؤال لم يعد ممكنا التهرب من الاجابة عليه، هو كيف يعالج التخلف من كانوا من افرازاته ؟ فالمقاربات الاكثر رواجا حول ثالوث الجهل والفقر والمرض تعاني من الجهل وانيميا الوعي والامراض النفسية لأن من توهموا بأن هذه المهمات العسيرة اصبحت وقفا عليهم هم كفاقد الشيء الذي لا يعطيه، وانتظار الوصفات العلاجية الشافية منهم كانتظار العسل من اليعاسيب كي لا نقول البعوض .
انها واحدة من اشد مفارقات التاريخ اثارة للسخرية، ان يصعد المجرمون الى المنصات ويمارسون دور القضاة، ويصبح حاميها حراميها كما نقول في الامثال، واذا كان لا بد من تفصيل اكثر فلنتخيل ان التشخيص الخاطىء لمرض ما الحق الضرر باعضاء اخرى من الجسد،ولا ادري كيف يعالج مريض السكر بالمزيد منه، ومريض الضغط بالمزيد من الملح .
هذا ما يحدث في عالمنا العربي الذي لم يكف منذ عقود عن الثرثرة حول الفساد والفاسدين كما عزل من قبل بين العروبة والعرب والاسلام والمسلمين وفلسطين والفلسطينيين !
بهذا المنطق المعكوس ينتهي من يتولى تكحيل العين الى ان يعميها وليس يعورها فقط، حتى من تتقاسمه الفضائيات من الجنرالات المهزومين الذين لا خبرة لديهم في اي انتصار يكررون المواعظ ذاتها منذ حزيران حتى حروب الخليج الثلاث ! فان كانت لديهم مثل هذه النعمة فإن الله يحب ان يراها على عبيده .
ان مداواة التخلف بالمزيد منه ادى الى تطورالفقر من الحاجة ثم الى الادقاع واخيرا التسول ولو كان الجاهل يدرك مساحة جهله لأصبح عالما، لكنه آخر من يعلم بما اصابه !
كم من الدم والدمع والشقاء يجب ان ندفع قبل ان يُسمح لنا بالاقتراب مما يسمى الخطوط الحمر والتي هي من دم وليس من حبر !
الدستور