يتامى السياسةعمر كلاب
31-03-2007 03:00 AM
في محكم النص القراني جاء اليتم مسبوقا " بالفعل المضارع " كناية عن استمرار هذا الاحساس البغيض, بالعجز وقلة الحيلة مع استمرار العمر " الم يجدك يتيما فآوى " , لكن الضلالة في محكم النص سبقها الفعل الماضي " ووجدك ضآلا فهدى " كناية عن زوال اثر الضلالة بفعل الهداية , وبين الماضي والمضارع تقف مسافة من الاصطفافات السياسية والاجتماعية , فمدلول اليتم الاجتماعي سهل جدا اذا ما قيس باليتم السياسي ذاك الذي يعاني منه معظم من تداوروا على مائدة النخبة السياسية في الاردن , الذين يشعرون باحساس من الضعف وقلة الحيلة حين يتخلى الاب " الدولة " عنهم وانزالهم عن المقعد الرسمي فسرعان ما يستشري اليتم هياجا يدفعهم الى الصراخ المشفوع بالعويل فكثير من يتامى الحكومة او المنصب انقلبوا الى معارضين شرسين لكنهم سرعان ما عادوا الى الخرخرة او الهرهرة حالما تمسد الحكومة على رؤوسهم بالمنصب 0 يتامى السياسة الذين استمر وخز الالم المصاحب لليتم يكوي جنباتهم يعيدون انتاج الاب حال فقدان الموقع فتارة يعودون الى ابوة الوطن المسلوب وآخرون يعودون الى العشيرة " الاب "، وقلة منهم انتجوا " الاب " الكفيل حرصا على عدم فقدان خطوط الرجعة والكفيل هنا استعاضة يلجأ اليها من خرج من ابوة الوطن الضائع 0 واما ضالي السياسة فهم محكومون بوجع اقل ايلاما فانقطاع سبب او نفي سبب العلة " الضلالة " بعيد بالخارج الى طريق الهداية التي عادة ما ترصفها الدولة بمنصب اعد على عجل او باعطية سريعة لكن هداهم ينقلب الى ضلالة من نوع آخر حين يغالون في التكفير فتجد الماركسي قد تحول الى " طالبان " والقومي قد تحول الى اقليمي ضيق يحاول شتى السبل التكفير عن قوميته بوصفها سبب تراجع موقعه ودخلة 0 بين الضلالة واليتم ثمة مقاربة مذهلة في الوجدان السياسي الاردني حيث كلاهما يلجأ الى التكفير او الابوة عند الدولة وهذه مقاربة غير متوفرة خارج جغرافيتنا فالاب يسكّن اوجاع اليتم فقط ولا ينتج المغفرة 00 فيا ويلنا إن استمر يتامى السياسة وضاليها في التحكم بمقادير حياتنا |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة