اتهموني بالسذاجة أو الجنون أو من مهووسي نظرية المؤامرة، أو "مضيّع حجابي" أي شيء... فقد وصلت إلى قناعة شخصية على الأقل أن ثورة الاتصال الجديدة كلها ، جعلتنا عبيداً لها ، مكشوفين أمامها..نعاني إدماناً لا يشفى ، وفوق ذلك نتركها تتجسس علينا دون ان ندرك ذلك.
ذهبت إلى ورشة حدادة ودهان السيارات لأقوم ببعض التصليحات البسيطة في السيارة..للمرة الأولى أتعامل مع صاحب المحل ولأول مرة أدخل الورشة ، فلا توجد معرفة مسبقة ولا تعاملاً قديماً.. بعد الاتفاق قمت بتسجيل رقم هاتف صاحب المحل على جهازي الخلوي وخزّنته باسمه الأول فقط "لورانس" بالعربي ..وقام هو بتخزين رقمي على جهازه وحفظ اسمي الأول..في اليوم التالي قمت بتصفّح حسابي على "الفيسبوك" ليضع لي "الفيس" اسم صاحب المحل كاملاً - اسمه واسم عائلته- بالانجليزي وصورته من ضمن الأشخاص الذين قد أعرفهم..علماً أنه لم يبعث لي طلب صداقة ولم أبعث له طلب صداقة أيضا ، ولا أعرف اسمه الكامل حتى ابعث له ولا هو يعرف اسمي الكامل حتى يبادر ، يعني هي اقتراحات الفيس بوك لا أكثر.. السؤال : كيف استطاع أن يعرف انه هذا الشخص قد أعرفه ؟! لا يوجد جواب سوى أن "الفيسبوك"يطّلع على جهازك الخلوي وقائمة أصدقائك ،وهناك "مسح أو تصوير" لكل قائمة الأرقام من الجهاز وتصفيتها ان كانت تملك حساباً على الفيسبوك ام لا دون أن يستأذن من صاحب الهاتف أو صاحب قائمة الأرقام...الا يعتبر هذا اختراقا للخصوصية!!..
بالمناسبة الأمر لا يتعلق اذا كان الهاتف ذكياً أم لا حتى يتعاون عليك مع الفيسبوك وان كان الهاتف الذكي يتجسس بطرق مختلفة وأكثر خطورة يكفي ان يكون لديك رقم هاتف فعّال حتى لو كان الجهاز "عوّاية"..فذلك يكفي ان تقع تحت مصيدة المراقبة..
قبل شهور ظهر جهاز تلفزيون ذكي أيضا فيه كاميرا وجهاز تسجيل صوت.. وضمن ترويج الشركة المصنعة للمنتج الجديد وبتفاخر شديد نصحت الشركة المشهورة جداً زبائنها، انه في حال الحديث بأمور خاصة أو كانوا يعقدون جلسة حميمية عليهم ان يوقفوا خاصية التعرف وتسجيل الصوت قبل إرسالها إلى طرف ثالث ولم تسمِّ الشركة الطرف الثالث أو تعرّف عليه من يكون..ثم عادت واعتذرت عن هذا التنبيه قائلة أن خطأ ما حدث في فهم نص اتفاقية خصوصية المستخدم...
الهاتف المحمول "الواتساب".."الفيسبوك".. الصور الملتقطة بجهاز الآي فون التي تحدد أين أخذت الصورة لتتبعك، وتحتفظ بخرائط مرورك لفترة طويلة..الجي بي أس...كل هذه تتحد في العين الثالثة لتراقبك..
قد يقول قائل..على ماذا سيتجسسون خالصة!!..لا يمكن القفز للإجابة على هذا السؤال قبل طرح سؤال أكثر أهمية ..من هم الذين يتجسسون؟؟..ومن هو الطرف الثالث الذي حذّرت منه الشركة العالمية للأجهزة الإليكترونية..باختصار انهم يعرفون كل شيء عنك...ليوجهوا كل شيء لك..ثم ليضيقوا طوق عبوديتك أكثر ...ويغرقوك أكثر..لكن من هم؟؟؟
المسالة عويصة..ربما تنكشف أسرارها بعد سنوات طويلة..لا أعرف!.
الراي