احيانا تختبر بعض الاحداث ذات الطابع الدراماتيكي منسوب الوعي والمهارة معا لدى المشتغلين في الاعلام على اختلاف مجالاته ومنابره، ولا أدري لماذا تفاقمت نسبة الرسوب في الاعوام الاخيرة، خصوصا في العالم العربي الذي تربى الناس فيه على تقاليد تعود الى ما قبل الدولة والمؤسسة والاعلام بمعناه الحديث .
ولو أخذنا عيّنات عشوائية من اساليب ومقاربات التعامل مع الاحداث لوجدنا على الفور ان هناك خللا جذريا وبنيويا في العقل السياسي وما يتجلى فيه من اشكال التعبير، واول ما يمكن تسجيله في هذا السياق هو التفكير الانفعالي او ما يسمى التفكير بالقلب لا بالدماغ واحيانا تنوب الغرائزعن القلب والدماغ معا لتسجيل ردود افعال اقرب الى ما هو عُضوي .
والأرجح ان سبب ذلك هو فائض المكبوتات في العالم السفلي لهذه الذات الجريحة او المقهورة او المهدورة تبعا لتوصيفات خبراء في علم النفس كالدكتور علي زيعور وحامد عمار ومصطفى حجازي .
ان فائض المكبوتات يصيب الانسان بنوبات من العمى، فلا يرى الا ما يريد رؤيته واحيانا يقع في ثالوث الحمل الكاذب والفجر الكاذب والماء الكاذب ايضا الذي نسميه السراب .
وأهم ما ينقص المصابين بتورم الذات تعويضا عن الانيميا التي تعانيها التريث ولو لدقيقة واحدة، فأحيانا يسمع هؤلاء المبتدأ من الجملة ولا ينتظرون سماع خبرها لهذا كان التورط في المثال المتكرر وهو لا تقربوا الصلاة وبائيا . فما السر في نفاذ الصبر هذا بحيث كتب الشاعر الراحل توفيق زيّاد قصيدة قال فيها :
نفاذ الصبر يأكلكم
فهل أدى الى أرَبِ؟
ومن قالوا ان صاحب الحاجة أرعن ظنوا ان مفهوم الحاجة حكر على الرغيف او المأوى، فالحاجة ايضا سياسية بامتياز، ومن يعانون من تراكم المديونيات في الحلم والتأجيل يحكمون على نجاح ثورة من هتاف واحد، حتى لو كانت اندلاع قطيع الى البنوك والمتاحف والمعابد ومؤسسات الدولة!
الدستور