حان الان لكل الدول العظمى أن تعيد صهر ترسانة الأسلحة التي تملكها وتقوم بإعادة تصنيعها "صاجات" فلافل وصحون لاقطة..بما أن كل هذه القوى المسلطة على الخارج لم تعد تحميها من "حرب" الداخل..فالصورة تشبه تماماً أن يدخل عنكبوت في الملابس الداخلية لجنرال مدجج بالأسلحة والنياشين..جميع أسلحته التي على ظهره والنياشين التي على صدره لن تفيده في اصطياد العنكبوت والتخلص ما لم "يخلع" ملابسه..
أوروبا والعالم بأسره الان في مرحلة خلع الملابس..حرب صغيرة لكنها مؤلمة ،جيوش مدربة بمواجهة انتحاري واحد، أساطيل من السفن وأسراب من حاملات الطائرات في مواجهة حزام ناسف على الخصر ،مليارات من الدولارات بمواجهة موت مجاني..كل أجهزة الرصد والتتبع و"السكانر" المثبت على أبواب المطارات والفنادق ودور الرئاسة لا يستطيع إيقاف أو اكتشاف "فكرة" القتل والإرهاب..
نحن الآن في قلب المعركة ، نحن الآن في حرب البعوض..اللسعة تأتيك في العتمة ومن حيث لا تتوقع، فلا تستطيع صدها أو اقتناصها..كل ما عليك فعله أن تتألم وقت حدوث القرصة وتغطية العضو المكشوف من جسدك لكنك حتماً لن تستطيع الحماية الكاملة..
هناك تسع عمليات موجعة هزّت العالم منذ بداية حزيران لغاية فجر الجمعة الماضي..وبمعدل عملية ناجحة كل أسبوع في موقع مهم ومؤلم..ففي 7 حزيران انفجرت سيارة مفخخة في اسطنبول قتلت 11 شرطيا وجرحت 36..تبعها بخمسة أيام حادثة أورنالدو ومقتل أكثر من خمسين شخصاً في الملهى الليلي، ثم في باكستان بعد عشرة أيام في تفجير قنبلة على دراجة هوائية قتلت 3 وجرحت 32، لتعود العمليات الى اسطنبول ثانية وتضرب مطار أتاتورك يوم 28-6 حيث خلفت 47 قتيلاً و233 مصاباً، وبعدها بنغلادش، ثم تلتها بغداد وتفجير الكرادة التي راح ضحيتها 293 قتيلاً ،تلتها عملية أخرى في أقدس الأراضي الإسلامية قرب المسجد النبوي الشريف، تبعها بأيام تفجير انتحاري في نيجيريا ..وأخيراً وليس آخراً "شاحنة نيس" في فرنسا التي قتلت 84 محتفلاً بعيدهم الوطني..ومحلياً لن ننسى حادث مخابرات البقعة ولا تفجير حاجز "الركبان" الإرهابي.. وغيرها العشرات من العمليات الموجعة فالسلسلة طويلة والوتيرة متسارعة جداً..
القراءات تقول أن الأيام القادمة أصعب بكثير من الماضية – خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الأمريكية – كما لا نستبعد استهداف المواقع الدينية المهمة؛ المسيحية أو الإسلامية على حد سواء فالحرب طويلة ،وشاحنة الإرهاب ستدهس كل فراغ تراه أمامها فالكوابح منزوعة والحمولة كلها من الأدمغة المغسولة ..أما العالم فيجلس على كرسي متحرّك يسأل نفسه بجنون واضطراب "كيف وماذا نواجه"؟؟...الرؤية مشوِشة حتى عند أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم..لكنها واضحة كل الوضوح في تل أبيب وطهران اللتان لم تمسّا بسوء من يد داعش إلى الآن.. بالرغم من أنهما العدو (النظري) للتنظيم...أمر يستحق التفكير فيه بعد طي صفحة المقال ولو لدقيقة..
على الهامش مبروك لــ"ترامب" الرئاسة القادمة..
الراي