بعد يومين على فشل انقلاب عسكري في تركيا، تعهد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاحد القضاء على "الفيروس" المنتشر داخل الدولة، متحدثا امام حشد من انصاره غداة محاولة الانقلاب التي قامت بها مجموعة من العسكريين.
وقال اردوغان في مسجد الفاتح خلال احتفال تكريمي لضحايا محاولة الانقلاب "سنواصل تطهير كل مؤسسات الدولة من الفيروس (...) هذا الفيروس ويا للاسف، مثل السرطان، انتشر في الدولة برمتها".
كذلك، دعا الرئيس التركي انصاره الى البقاء في الشارع للتظاهر تأييدا للنظام.
وشيع الأتراك جثامين من سقطوا في محاولة الانقلاب العسكري.
وذكرت وكالة انباء الاناضول القريبة من الحكومة ان مساعد الرئيس رجب طيب اردوغان قد اعتقل الاحد في اطار التحقيق حول محاولة الانقلاب التي وقعت ليل السبت الاحد. واضافت الوكالة ان نيابة انقرة طلبت وضع الكولونيل علي يازجي، مساعد اردوغان منذ 12 آب/اغسطس 2015، والمقرب بصفته هذه من الرئيس، في الحبس على ذمة التحقيق.
وأعلنت، وزارة الخارجية التركية أن عدد القتلى من محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد زاد على 290 مضيفا أن عدد المصابين أكثر من 1400.
وتابع أن بين القتلى أكثر من مئة شاركوا في محاولة الانقلاب وأنه ما من شك في أن المحاولة الانقلابية دبرها أتباع رجل الدين فتح الله كولن الموجود في الولايات المتحدة.
ويعيش كولن في منفى اختياري في الولايات المتحدة ونفى ضلوعه في محاولة الإطاحة بالحكومة منددا بها بوصفها إهانة للديمقراطية.
بدورها، قالت رئاسة الأركان العامة التركية، اليوم الأحد، إنه "تم إحباط مخطط الانقلابيين الخونة قبل بلوغ أهدافهم"، مشيرة إلى مشاركة "غالبية عناصر القوات المسلحة في إفشال المخطط"، في إشارة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا، مساء أمس الأول الجمعة.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ"منظمة الكيان الموازي" الإرهابية، التي يقودها فتح الله غولن، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وشددت رئاسة الأركان، في بيان لها، اليوم الأحد، أن "محاولات الخونة الإرهابيين، الذين ينتمون لعصابة خارجة عن القانون (الكيان الموازي)، المتغلغلين داخل مفاصل القوات المسلحة التركية، في ساعات متأخرة من مساء 15 يوليو/ تموز 2016 (الجمعة الماضي)، تصدت لها الغالبية الساحقة من منتسبي القوات المسلحة الشجعان، إلى جانب قوات الأمن الباسلة".
وأضافت في ذات السياق "وعقب محاولة الانقلاب، خرج شعبنا العزيز إلى الشوارع بهدف حماية أبناء القوات المسلحة الحقيقيين، ولمنع توجيه صفعة لنظامنا الديمقراطي والقضائي".
وأردفت "لعب شعبنا النبيل أكبر دور في منع المحاولة الخائنة، واعتبارا من الآن، تم تحييد الانقلابيين الذين ينتسبون إلى كيان غير قانوني، وسوف ينالون عقابهم الذي يستحقونه داخل الجهاز القضائي"، مؤكدة أن "القوات المسلحة على رأس مهامها تحت إمرة الدولة والشعب".
وقوبلت المحاولة الانقلابية الفاشلة، بإدانات دولية، واحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
وأمس، عقد البرلمان التركي، جلسة اسثنائية لمناقشة التطورات الأخيرة لما قام به الإنقلابيون، ألقى خلالها رئيس الوزراء بن علي يلدريم، كلمة قال فيها إن "الـ 15 من يوليو/ تموز، بات عيدًا للديمقراطية في البلاد، والدفاع عنها".
وفي سياق آخر اندلعت اشتباكات بين مؤيدين للانقلاب ومعارضين له في مطار صبيحة بمدينة إسطنبول.