أسباب الفجوة الكبيرة بين ما يقدمه أثرياء الغرب وأثرياء العرب
زياد الدباس
17-07-2016 10:35 AM
قبل حوالي ست سنوات فوجئ العالم بالدعوة التي وجهها المليادير الامريكي بيل غيتس وزوجته الى عشرة من أثرى أثرياء أمريكا على طاولة عشاء حيث اعلن بعد العشاء ان هذه الدعوة هدفها تبرع المدعوين بنصف ثرواتهم على الأقل خلال حياتهم للاعمال الخيرية والاجتماعية كما اعد قائمه بـ ٤٠٠ ملياردير في أمريكا لدعوتهم للتبرع بجزء من ثرواتهم لصالح المنظمات الخيرية والاجتماعية والتعليمية والصحية.
وتنازل غيتس وزوجته عن ٢٦ مليار دولار من ثروتهم لمؤسسة خيرية منها ٢٢ مليار دولار لخدمة الصحة العامة في الدول الفقيرة . وحيث ركزت مؤسسته في نفقاتها على هيئتين صحتين وهما التحالف العالمي للقاحات والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والملاريا والسل وحيث وفرت المؤسسه لقاحات الى ٢٥٠ مليون طفل في البلدان الفقيرة مما ساهم في إنقاذ الملايين من البشر كما ساهم بيل جيتس من خلال تبرعاته في تحسين فرصة الأمريكيين في مشوارهم الدراسي، بينما تركزت تبرعات المليادير بافيت منذ عام ٢٠٠٦ والتي تقدر قيمتها بحوالي ٢٤,٣ مليار دولار لمؤسسات خيريه علما بانه مايزال ثالث أغنى رجل في العالم .
والمليادير الامريكي بإربر وعلى سبيل المثال أكمل قبل عدة سنوات بناء حوالي ١٧٠٠ بئر ساهمت بتوفير مياه عذبة لحوالي مليون شخص وبنى اكثر من ٢٠٠ مدرسة يدرس فيها اكثر من ٢٠٠ ألف تلميذ في الدول الفقيرة وفتح اكثر من ١٠٠ عيادة صحية تخدم اكثر من ٨٠٠ ألف شخص وعدد ٢٥ مركز بيطري تقدم خدمات لحوالي ٢٠٠ ألف مزارع وفي كل صيف يأخذ هذا المليادير زوجته وأبناءه الى إثيوبيا ليتعلموا المزيد عن حياة الناس واحتياجاتهم بدلاً من التمتع بالشواطئ الأوروبية كما يفعل الاثرياء العرب بينما يلاحظ ان قيمة تبرعات الاثرياء الامريكين تجاوزت حاجز المليار دولار لجامعات امريكية مرموقة وفي مقدمتها جامعة هارفرد ولايتسع المجال في هذا المقال الى ماقدمه باقي الاثرياء الامريكين وحيث يعتبر العمل الخيري والاجتماعي طبيعة استثنائية لدى الاثرياء في أمريكا وبالتالي نلاحظ وحسب إحصائيات نشرت قبل عدة سنوات ان نسبة الانفاق الاجتماعي من القطاع الخاص في الدول الغنيه تشكل مانسبته ٢,٦٪ من الناتج المحلي الاجمالي بينما ترتفع هذه النسبه الى ١١٪ في أمريكا وبالمقابل فانه في الوقت الذي يودع فيه أثرياء العرب اموالهم في البنوك السويسرية وينفق نسبة هامة منهم اموالهم على البذخ والترف ولا يستفيد منها الفقراء فان هنالك بالمقابل أمثلة هامة على ماقدمه بعض الاثرياء من دول الخليج وبعض الدول العربية وفي مقدمتهم المليادير السعودي سليمان الراجحي والذي تبرع خلال حياته بحوالي٥,٧ مليار دولار وبقي من ثروته حوالي ٦٠٠ مليون دولار وحيث ساهمت تبرعاته في دعم القضايا التعليمية والصحية والاجتماعية والدينية بينما خصص المليادير الاماراتي عبد الله الغرير ثلث ثروته والتي تبلغ ٦,٤مليار دولار لإنشاء مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم بهدف تعليم شباب اماراتيين وعرب محتاجين في جامعات مرموقه كما قدم الأمير الوليد بن طلال مساعدات إنسانية وتعليمية وصحية ومكافحه الفقر وتعزيز الحوار بين الأديان ودعم آلاف المشاريع في اكثر من ٩٠ بلد خلال ٣٥ عام وقدم منح وهبات لنحو ٦٠ بلد باجمالي ٢,٤ مليار دولار .
والمليادير الاماراتي ماجد الفطيم تركزت تبرعاته على البرامج الصحية من خلال تاسيس مراكز لغسيل الكلى وأقسام العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة وإطعام آلاف الصائمين وبناء المساكن للمحتاجين وبرامج التوعيه الصحية كما قرر المليادير المصري نجيب ساويرس التفرغ للاعمال الخيرية من خلال التركيز على ثلاثة محاور مكافحة الفقر والمساهمة في توليد فرص العمل وتعزيز حوار الأديان وتنمية الأماكن الأكثر فقرا في العالم ومن ضمن تبرعاته ٥٠ مليون دولار لبناء مدارس وتطوير التعليم في مصر.
ولا تتوافر في الاردن قاعدة بيانات عن العمل الخيري الخاص والاستثمار الاجتماعي ونسبته من الناتج المحلي الاجمالي وحيث تعاني العديد من المناطق الأردنية من الفقر والبطالة وعدم توفر العناية الصحية اللازمة والمدارس الملائمة والسكن الصحي وحيث تفرض الواجبات الدينية والوطنية والاجتماعية على الأغنياء تخصيص جزء من ثرواتهم لهذه المناطق المحرومة لتسود المحبه والطمأنينة داخل المجتمع ويزول الحقد والحسد في المجتمع و(في اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم).. وللحديث بقية.