وردت في خطبة الرئيس الفرنسي اثر كارثة قتل 84 مواطناً دوساً بشاحنة مبردة يقودها فرنسي من أصل تونسي.. وردت جملة «الإرهاب الإسلامي» اكثر من مرّة. كما ورد التعبير ذاته في الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون.
.. وهذه الجملة مؤذية، فنحن أول من نبّه قبل سبع سنوات إلى أن هذا الإرهاب ليس إسلامياً، وهو خارج عن الإسلام. ولكن إذا كان الإرهابيون يقتلون باسم الإسلام، وكلهم لهم معتقد واحد فكيف تتعرف شعوب العالم إلى الإسلام الحقيقي؟؟. وهل من المعقول أن يتفرغ مئات ملايين الناس إلى دراسة الفقه الديني، وتاريخ التطرف ومنابعه، ليفرّقوا بين الإسلام الحقيقي، والإسلام الإرهابي؟!.
كان جلالة الملك عبدالله الثاني يقول منذ البداية: المعركة مع الإرهاب هي معركتنا نحن المسلمين، وكان الاخوان، وكل جماعات الإسلام السياسي ترفض دعوة الملك عبدالله وترفض ان يكون التطرف ومحاربته مسؤولية المسلمين والعرب، وكانت الحجة هي ان الكفار وجرائمهم سبب هذا التطرف، حتى صار اصدقاؤنا لا يتحرجون من وصف الارهاب بالاسلامي.
وبالعودة الى التاريخ فالخوارج في الاسلام كانوا من شيعة علي، وخرجوا عليه لانه قبل مبدأ التحكيم حقنا لدماء المسلمين، فحاربهم علي بن ابي طالب اقسى الحروب، وحاربهم الامويون.
لقد كان الخروج عن الدين مسؤولية المسلمين، لانهم وحدهم هم الحفاظ على دينهم النقي، الحق والعدل، وليس من المطلوب-ونحن ما زلنا نمسك بالتاريخ-ليس من المطلوب من الفرنجة او التتار او الهندوس ان يحاربوا الخوارج عن التيار الاسلامي الاساسي، وطبعاً ليس من المطلوب ان تحارب عنه الان الولايات المتحدة او فرنسا او روسيا او بريطانيا في سوريا او العراق او ليبيا، لان هذه القوى لا تحاربه لانها مسيحية، وإنما لها مصالح في دعم داعش والنصرة، او في تدميرهما طالما ان الجميع معني بدمار شعوب سوريا والعراق وليبيا واليمن قبل داعش والنصرة.
لا نحب ان نسمع كلمة الارهاب الاسلامي في وصف مذبحة نيس، او مذبحة الكرادة في بغداد، لكن هذا هو الثمن الذي تدفعه أمتنا ثمناً لخروج الخارجين عن الدين والامة، وهذا يقوي عزيمتنا كما اطلقها قائدنا عبدالله الثاني حين حدد إطار المعركة فقال: إن حرب التطرف والارهاب هي حربنا.
الراي