في المعلومات الواردة من القدس ، تفاصيل ، عن سماح اسرائيل بادخال قاذفات صواريخ ، الى بيوت المستوطنين ، في البلدة القديمة في القدس المحتلة ، وهذه البيوت التي كان يسكنها مقدسيون ، بعيدة عشرات الامتار ، وربما اقل ، عن المسجد الاقصى ، وادخال قاذفات الصواريخ ، يعني ان هناك من يخطط لقصف المسجد الاقصى بها ، تمهيدا لهدمه ، اما لاقامة هيكل سليمان ، او لتقاسم الحرم ، وبناء كنيس يهودي ، يجاور مسجد قبة الصخرة.
ايضا ، يسمع المقدسيون ، اصوات حفر ، ليلا ، في منطقة المسجد الاقصى ، ويسمعون هزات خفيفة ، تحدث احيانا ، مما يعني ان عمليات الحفر ، متواصلة ، وازدادت في الفترة الاخيرة ، تمهيدا ، لنسف المسجد الاقصى عبر تلغيم الانفاق في وقت لاحق ، وتفجيرها ، من اجل اسقاط المسجد الاقصى ، ولربما تكون العملية ، اولا بقصف المسجد بالصواريخ ، لاضعاف بنيانه ، ثم نسفه ، من تحته ، واسرائيل ستقول عندها ان المتطرفين ، هم من فعلوا ذلك ، ونكون نحن في اسوأ حالة ، بعد ان نرى بأم اعيننا نسف المسجد ، ونتفرغ لجمع حجارته ، اذا سمحوا لنا ان نجمع الحجارة ، طبعا.
ايضا ، هناك تحركات غريبة ، هذه الايام ، حول المسجد ، من اقامة لعشرات حواجز التفتيش ، ومن تركيب عشرات الكاميرات الجديدة ، بالاضافة الى استعداد اسرائيل لبناء جسر جديد ، عند باب المغاربة ، وهو البناء الذي سيبدأ مع اطلالة شهر رمضان الكريم ، والعالم العربي يتفرج ويندد ويشجب ، ويتسابق العرب ، في من هو اكثر صراخا وزعيقا ، وكل هذا لا يضر اسرائيل ، فقد احتلت كل فلسطين ، واحتلت القدس ، وتقاسمت الحرم الابراهيمي في الخليل ، وقتلت الناس ، وهي لا تلتفت الى كل هذا العويل.
اللف والدوران ، في معالجة قضية القدس ، والخطر الذي يهدد الاقصى ، سبب اضافي في استمتاع اسرائيل بالذي تفعله ، فعلينا ان نقطع العلاقات مع اسرائيل ، وان تقوم مصر ودول عربية بقطع علاقاتها مع اسرائيل ، وهذا النفط والغاز العربي المتدفق على الغرب بتراب الفلوس ، يجب ان يتوقف ، والعودة الى اسس الصراع ، هو الحل الوحيد ، فقد بات كثيرون يخجلون من مجرد الحديث عن "الجهاد المقدس" ويعتبرونه عيبا وتخلفا وعيشا في عالم الماضي ، على الرغم من ان الله سبحانه في القرآن الكريم وفي سورة الاسراء اشار الى النتيجة الحتمية ، فاسرائيل لا تعرف سوى القوة ، وابسط الدعوات اليوم ، هو اعلان انتفاضة فلسطينية لصالح الاقصى ، والعودة عن خيار التفاوض ، وان يدخل فلسطينيو 48 على خط هذه الانتفاضة.
من ابسط الحلول ، التنظير وطرح الفتاوى ، والذهاب بعيدا ، غير ان اعلان الجهاد المقدس ، هو الحل الوحيد المتاح ، فهذه الاجيال التي يتم فض عقلها بكل التفاهات التي نراها ونسمعها ، بحاجة الى من يعيدها الى واقع الاشياء ، وهذه الامة التي تمتلك جيوشا ومليارات المليارات المكدسة في المصارف ، ومئات اطنان السلاح المخزنة دون استخدام ، قادرة على تحرير الاقصى ، والعودة الى اسس الصراع ، وبث الروح في الناس ، امر لا يعيب ولا يخجل ، وهو مطلوب ، وما دمنا قد اسقطنا الخيارات الاساس ، فسنواجه المزيد من الهوان ، فاسرائيل التي تريد هدم المسجد الاقصى ، لا تفهم لغة الرسائل والاحتجاجات ، ولا تفهم سوى لغة واحدة.
المقدسيون يتوقعون مصيبة كبرى تقع خلال شهر رمضان ، فأهل البلدة القديمة وتجار المنطقة ومن حولها ، كلهم يتحدثون عن تحركات مريبة وغريبة ، تجري نهارا وليلا ، وفي الليل تجري اغلاقات غريبة ، ويسمعون اصوات شاحنات وانزال لحمولات ، ولا يعرفون ماذا يجري احيانا ، كما يروون ان هناك اعدادا كبيرة تأتي الى المنطقة بالمحيطة بالاقصى ليلا ، ويتم ادخال معدات داخل الانفاق ، ولا احد يعرف ما الذي يجري ، خصوصا ، مع ما يقال عن استخدام اسرائيل لتقنية تتعلق بحقن المواد الكيماوية عبر الانفاق بحيث تتسرب الى جدران المسجد الاقصى ، وتؤدي الى ضعفها وتفتتها الداخلي ، بحيث لا تحتمل اي هزة او ضربة او تفجير او قصف ، وقيل سابقا ، ان هذه التقنية يتم استخدامها ، على مدى الثلاث سنوات الماضية.
امر محزن جدا ، محزن جدا ، كل هذا الذي يجري ، فاليهود الذين حرقوا منبر صلاح الدين الايوبي ذات يوم ، عرفوا اننا واجهناهم بسيل من الكلام الغاضب ، فما الذي سيمنعهم من تفجير المسجد الاقصى من تحته او داخله ، او عبر الصواريخ ، او حتى عبر اي وسيلة كانت ، بما في ذلك الهزات الصناعية ، على درجة بسيطة ، لا يحتملها المسجد تحديدا ، بسبب ما يجري من اضعاف له ، ولعل الاسئلة تتوالى ، حول ما الذي سيفعله عالمنا لوقف بناء جسر باب المغاربة ، مرورا بما يجري داخل الانفاق ، وصولا الى ادخال قاذفات الصواريخ الى البلدة القديمة ، والمخاوف من مذبحة اسرائيلية ضد المصلين في رمضان.
m.tair@addustour.com.jo
الدستور .