ننتظر رمضان بمشاعر متناقضة ، الأولى شوق عارم وحنين متقد إلى شهر الرحمة والتقوى وتصفيد الشياطين ، والثانية خوف مما يمكن أن يقع في هذا الشهر ، خاصة في المسجد الأقصى المبارك ، فالأنباء التي تردنا من المسجد الأسير لا تسر ، بل تثير الهلع والرعب ، فقد نقلت وكالات أنباء متعددة معلومات تفيد أن اسرائيل تخطط لعمل شرير في المسجد الأقصى بعد أن أدخل مستوطنون يهود قاذفات صواريخ الى البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة حيث يقطن هؤلاء في البيوت التي تمت سرقتها من المقدسيين حول المسجد المبارك ، وسط مؤشرات على احتمال قصف المسجد الاقصى بالصواريخ من اجل هدمه وخاصة ان جدرانه تعاني من تداعيات الزمن ، والمستوطنين والنابشين الباحثين عن آثار يهودية مستحيلة،
المعلومات تقول أيضا ان اسرئيل قامت بحقن اساسات المسجد الاقصى بمواد كيماوية عبر الانفاق من اجل ان تتسرب الى حجارة المسجد لتسهيل هدمه عند أي محاولة لقصفه او عند حدوث تفجير من داخل الانفاق تحت المسجد. المقدسيون يقولون انهم يسمعون ليلا نهارا أصوات حفريات في منطقة الحرم ، وهي مستمرة منذ سنوات ، فيما تسعى اسرائيل إلى بناء جسر جديد عند باب المغاربة في الاول من شهر رمضان المبارك،
سلطات الاحتلال كانت هدمت تلة المغاربة بحثا عن أي اثار يهودية فلم تجد غير الآثار الإسلامية ومع مخطط بناء الجسر الجديد الذي يتيح دخول الاليات العسكرية الاسرائيلية الى داخل حرم الأقصى تعتزم اسرائيل بناء كنيس يهودي جديد بجانب المسجد الاقصى ضمن ما يسمى بالحوض المقدس اليهودي تمهيدا لإقامة هيكل سليمان على انقاض المسجد الأقصى بعد هدمه كليا خلال الفترة المقبلة،
الأخطر من ذلك ، هناك معلومات تنقلها وسائل الإعلام تقول ان اسرئيل تخطط خلال شهر رمضان لتنفيذ جانب خطر من مخططاتها ضد المسجد الاقصى خصوصا بعد سكوت اسرائيل على نقل قاذفات الصواريخ الى البيوت المجاورة للمسجد. ويؤشر آخرون على ان المستوطنين قد يرتكبون مذبحة ضد المصلين خلال شهر رمضان الكريم ، كما فعلوا مع المصلين في الحرم الإبراهيمي ، حين تسلل المجرم باروخ غولدشتاين إلى الحرم في احدى ليالي رمضان المبارك في 25 فبراير (شباط) من سنة 1995 ، وفيما كان المصلون المسلمون يقيمون صلاة التراويح في الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل ، داهمهم القاتل وهو يحمل مدفعا رشاشا ، وراح يطلق عليهم الرصاص وهم راكعون خاشعون ، فقتل على الفور 29 مصليا منهم ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، فقد خرج الفلسطينيون في مظاهرات صاخبة ، فاعتدت عليهم قوات الاحتلال وقتلت منهم عشرين آخرين ، فارتفع عدد ضحايا المجزرة الى 49 ، اضافة الى 149 جريحا. المثير في الأمر أن الابن البكر للقاتل باروخ غولدشتاين ، كان بين خريجي إحدى الدفعات الأخيرة لسلاح الطيران الإسرائيلي ، وهو الآن يقود طائرة عسكرية مقاتلة تحمل أطنانا من المواد المتفجرة ، فهل يكمل الابن ما بدأه الأب المجرم؟؟
الدستور.