بن لادن الصغير .. إعادة إنتاج القاعدة
سميح المعايطة
13-07-2016 09:35 AM
لا ندري من اي دولة او في اي مبنى سجل الولد الأصغر لزعيم القاعدة الراحل رسالته الصوتية التي قدم فيها التهديدات للغرب وأمريكا وتوعد للثأر لوالده الذي قتله الأمريكان نتيجه تعاون من اقرب الناس له مما جعلهم يدخلون عليه بيته الذي كان يقيم فيه مع احدى زوجاته واولاده.
لكن هذا الظهور ليس حالة عفوية لانه من الواضح ان الدولة التي يقيم فيها بن لادن الصغير جزء من معادلة الإقليم وامتداداته الدولية، وتريد من خلال هذه الرسالة الصوتية ان ترسل رسالة لمن يهمه الامر، لان عودة نشاط القاعدة لن يكون موجها للغرب بالدرجة الاولى بل لدول المنطقة وتحديدا دول الخليج التي كانت الهدف الاول لنشاط القاعدة خلال سنوات وسقط فيها آلاف الضحايا اكثر من تفجيرات نيويورك التي كان لها قيمة سياسية كبيرة.
عودة القاعدة تعني تهديدا اضافيا لدول الإقليم وبخاصة دول الخليج وفي مقدمتها السعودية التي خاضت حربا شرسة مع القاعدة، وهذه الرسالة هدفها زيادة القلق والتحفز والاستنفار لدى دول المنطقة العربية وبخاصة السعودية...فمن له مصلحة في هذا؟، ربما تكون الاجابة تساعد على فهم طبيعة الجغرافية التي قررت اعادة الحياة للقاعدة.
وعلينا ان نتذكر ان هناك دولتين لم يصلهما اي نار من القاعدة أولهما كيان الاحتلال الصهيوني، والثانيه ايران التي كانت في مراحل سابقة المأوى الذي لجأت اليه قيادات القاعدة وأسرهم من باكستان وافغانستان.
ولعل إظهار بن لادن الصغير محاوله لصناعة رمز جديد للقاعدة من خلال استخدام مصطلح "بن لادن" كما كان الحال في عقود سبقت يوم كان والده حيّا، فالظواهري لم يستطع ان يشكل حالة رمزية رغم انه في عهد اسامة بن لادن كان العقل الفكري المستند الى تجربة الحركات الجهادية والتكفيرية المصرية.
صناعة رمز للقاعدة وان يكون سعوديا امر مطلوب، لان هذا المنتج يخدم المرحلة، فالقاعدة فقدت الكثير من عناصرها وحضورها لمصلحة داعش، وكان وكان ما ذاقه العرب والمسلمون من الطرفين ذات الانتاج من قتل وتفجيرات، لكن داعش التي سادت الأجواء خلال الأعوام الاخيره أصبحت في وضع صعب، وربما تفقد قدرتها على الحضور وتفقد كل قياداتها بمن فيهم البغدادي الذي ظهر للجمهور مرة واحدة بشكل كبير في خطبة الجمعة في الموصل، وهناك احتمال ان يكون قد مات، وربما يكون حضور داعش وبخاصة في العراق قد اصبح مؤذيا لبعض دول الإقليم، لان داعش في العراق ليس حالة تطرف وارهاب فحسب بل هي ايضا جزء من معادلة العراق السكانية والدينية، وفي داخل داعش مجموعات أصبحت من هذا التنظيم لانه مثل بالنسبة لها واجهة لمواجهة الاخر الطاىفي والمذهبي.
الامر يحتاج الى بعض الوقت، وما يحتاجه اعادة انتاج القاعدة لتكون الوجه الجديد القديم للتطرف في المنطقة والعالم ليس فقط اعادة اسم بن لادن كماركة تجارية للتنظيم وإنما قد لا يمضي وقت طويل قبل ان نسمع عن عمل ارهابي وقد يكون في دولة خليجية وعربية حتى وان كان تهديد بن لادن الصغير موجها للغرب، لان اعادة انتاج القاعدة ضمن أهدافه ان تكون أولوياته الخليج والسعودية وليس سوريا والعراق.