«تتـريـك» السوريين كذبة واضحة !
صالح القلاب
13-07-2016 01:13 AM
بإمكان أيِّ مستهدف للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان أعاد قبل أيام تدريس اللغة العربية في المدارس التركية وعلى أساس، كما قال، إن القرآن الكريم أُنزل في مكة و»المدينة» وطبع في القاهرة ويقرأ في إسطنبول، أن يجد وبسهولة ليس حجة واحدة وإنما آلالف الحجج لشتمه وضربه ضرب غرائب الأبل وللقول فيه أكثر كثيراً مما قاله مالك في الخمر .. ولكن الاّ يتهمهُ بالسعي لـ»تتريك» السوريين، الذين هربوا من قصف صواريخ ومدافع وبراميل بشار الأسد والنظام الإيراني وفلاديمير بوتين ، ولجأوا إلى تركيا التي استقبلتهم «كثَّر الله خيرها» بالأحضان والترحاب وأمنتهم من خوف وأطعمتهم من جوع.
كل الذين لجأوا إلى تركيا وكل الأشقاء السوريين الذين لم يلجأوا إليها بعد يتمنون لو أن الله يهدي رجب طيب أردوغان ويتكرم عليهم بإعطائهم جواز السفر التركي والجنسية التركية وكل هذا مع أنَّ أبناء سورية من أكثر العرب تمسكاً بوطنيتهم وأكثر العرب إلتزاماً بعروبتهم .. لكن ما هو الخيار عندما يكون ليس أمامهم إلاّ الإستمرار بتحمل استبداد وقمع نظام بشار الأسد وحلفائه أو الهروب إلى الدول القريبة والبعيدة .
إنه ليس بإمكان أي رئيس تركي لا أردوغان ولا غيره أن يلجأ إلى «تتريك» أكثر من مليوني سوري فهذا غير ممكن في بلد بقي يطرق أبواب أوروبا لاكثر من نصف قرن لتقْبله عضواً أولاً في سوقها المشتركة وثانياً في الإتحاد الأوروبي وليحل أزماته الإقتصادية المتفاقمة وليجد عملاً لخريجي الجامعات الذين باتوا يعيشون على الأرصفة لعدم استيعابهم في مؤسسات بلدهم والذين غدوا مع الوقت يشكلون خطراً فعلياً على أمن تركيا وبخاصة وقد أصبح هناك «داعش» و»القاعدة» والتنظيمات الإرهابية الأخرى وقد إزدادت النزعة الإنشطارية لدى الأكراد - الأتراك الذي يقال إن عددهم بات يزيد عن الستة عشر مليون نسمة .
وهكذا فإن «التتريك» !! الذي تحدث عنه أردوغان هو إعطاء السوريين من ذوي أصحاب الأعمال والأموال الجنسية التركية تشجيعاً لهم للمجيء إلى تركيا والبقاء فيها وحقيقة أن هذا تفعله كل دول العالم حتى بما في ذلك الدول المتفوقة إقتصادياً وفي مقدمتها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا .. وأيضاً الولايات المتحدة الإميركية .
ثم وأنه غير صحيح على الإطلاق أن الثورة العربية الكبرى قد انطلقت في عام 1916 رداًّ على ما قام بها ضباط :»تركيا الفتاة» من محاولات لـ «تتريك» العرب فهؤلاء الضباط لا يوجد بينهم ولا ضابطاً واحداً من أصول عثمانية أو تركية من طلعت باشا إلى أنور باشا إلى البقية الباقية وحقيقة أن هؤلاء كانوا يريدون إخراج العرب من «عثمانيتهم» و»تركيتهم» باستهدافهم والضغط المتواصل عليهم وهذا هو ما عجل في ثورة الحسين بن علي وبخاصة بعد وجبات الإعدامات التي نفذها جمال باشا (السفاح) ضد العديد من الرموز والقيادات العربية وهكذا فإن ما يجب أن يقال هنا أيضاً هو أنَّ السلطان عبدالحميد الثاني قد تعرض إلى ما تعرض له العرب على أيدي هؤلاء الضباط الذين يقال أن من بينهم مصطفى كمال (أتاتورك) والسبب هو أنه رفض إغراءات ثيودور هيرتزل وتمسك بالقدس والأقصى وفلسطين ولم يعرف عنه أبداً أنه كان معادياً للمجموعات العربية في الدولة العثمانية.
الراي