الاتماء ( اصطلاحاً ) هو الانتساب الحقيقي للدين الإسلامي والوطن فكراً ومشاعر ووجداناً واعتزاز الفرد بالانتماء إلى دينه من خلال الالتزام بتعاليمه والثبات على منهجه وتفاعله مع احتياجات وطنه وتظهر هذه التفاعلات من خلال إظهار محبة الشخص لوطنه والاعتزاز والتضحية من أجله.

إن مفهوم الانتماء الوطني يولد مع الشخص أو الفرد من خلال ارتباطه بوالديه وبالأرض التي ولد وعاش فيها ، ويكتسب الفرد الانتماء الوطني من أسرته التي تربت وعاشت على الولاء والوفاء للدين والوطن والقيادة ، وينمو هذا الانتماء من خلال مؤسسات المجتمع المتمثلة في المدرسة والأسرة والأعلام وأماكن العبادة والمساجد والإقران خاصة عندما يرتبط الولاء والانتماء الوطني بوطننا الغالي الأردن وقيادته ، أن الحب والإخلاص للوطن والولاء له واجب وغريزي في كل فرد عاش في هذا البلد الطيب ورثه من إبائه الأوفياء وإن حب الوطن والوفاء له واجب وطني .

إن مشاركة الفرد في بناء وطنه تشعره بجمال الحياة وبقيمة الفرد في مجتمعه ، وينمي لدى الفرد مفهوم الحقوق والواجبات ، وانه لا حق بلا واجب وتقديم الواجبات قبل الحصول على الحق ومن مضامين الانتماء الوطني الاعتزاز والفخر بالانتساب لهذا الوطن ولجميع أجهزة الدولة المختلفة.

ومن قيم الانتماء الوطني العمل على إبراز قيمة الوحدة الوطنية وجعلها هدفاً يعمل الجميع على تحقيقه والمحافظة عليه وان الوحدة الوطنية هي من أهم الأهداف التي نعمل على تقويتها والمحافظة عليها. ويعتبر الحفاظ على الأمن جزءاً مهماً من الانتماء الوطني للفرد والمجتمع حيث إننا نعيش والحمد لله في بلد آمن ومستقر ويجب إن نحافظ على نعمة الأمن والآمان.

ويعمل التعليم على تنمية الانتماء الوطني لدى الطلبة من خلال غرس الانتماء الوطني لان الطلبة هم فرسان التغيير كما أرادهم جلالة القائد الملك عبدالله الثاني المعظم وهم دعائم المجتمع وبناته ويظهر من خلال الولاء والوفاء للوطن والقيادة وهذه قيمة مهمة تعمل على تعريف الطلاب بواجباتهم اتجاه قيادته ووجوب طاعتهم والعمل على المساهمة في بناء الوطن ، والالتزام بالسلوك الجيد والأخلاق الحميدة والقدرة على امتلاك المعلومات والمواد عن أنظمة الوطن ومؤسساته المختلفة ويظهر ذلك من خلال المواد الدراسية التي تدرس في الجامعة والتي تساعد على غرس الانتماء الوطني .
وقد كانت لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم الثاقبة الدور المهم في بذل المزيد من الجهد للنهوض بقطاع الشباب من خلال العديد من الثوابت الوطنية وأبرزها الانتماء الوطني والحفاظ على مكتسبات الأردن والولاء للقيادة الهاشمية ودور الشباب في المواطنة والمشاركة في التنمية الشاملة ، ان الجامعات تعمل على غرس مفهوم الانتماء الوطني والحفاظ على مكتسبات الوطن والولاء والوفاء للقيادة الهاشمية وتعتبر الجامعات بمثابة حاضنات للموهوبين والمبدعين في جميع التخصصات بغية تطوير قدراتهم وصقل مواهبهم في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية ومساعداتهم على التواصل مع الجهات ذات العلاقة بإبداعاتهم ومواهبهم المختلفة ومجالات تميزهم وزارة الشباب ووزارة التنمية السياسية ووزارة الثقافة وغيرها من المؤسسات الوطنية الفاعلة في مجال تنمية الطلبة ورعايتهم . كما تعمل الجامعات على تهيئة بيئة مناسبة للطلبة لممارسة الإبداعات وتطويرها من خلال مشاركة الطلبة في الكثير من النشاطات المنهجية والغير منهجية بغية إيجاد شراكة حقيقية بين مؤسسات المجتمع المدني الرسمية والغير رسمية منها التي تعنى العمل الشبابي وذلك لدعم هؤلاء الشباب وتطوير قدراتهم ومواهبهم واكتشاف المتميزين فيهم في المجالات المختلفة أكاديمية ، ثقافية ، اجتماعية فنية وتطوعية وتكنولوجية وغيرها والمساهمة في تقديم الدعم اللازم لرعاية الطلاب المبدعين وإيجاد الوسائل المناسبة لحفز الطلاب على المبادرة والاعتماد على الذات وتشجيعهم على القيام بالأبحاث العلمية والابتكارات ومتابعة لعمالهم وتطويرها من قبل أساتذة الجامعات المتميزين من أجل الوصول إلى مرحلة الإبداع الشبابي والحصول في النهاية على مشاريع شبابية متطورة ذات تكنولوجيا معاصرة قيادية نموذجية.

* عميد كلية الهندسة-جامعة الحسين بن طلال