احمد شاب من شباب هذا الوطن الذي يعتد بابنائه ويفخر بهم في اي موقع يشغلونه فهم صانعو الحاضر وبناة المستقبل وهم المد الطبيعي والرافد الحقيقي الذي يعتمد عليه الوطن لااستمراره وتقدمه وتجديد بقائه وحيويته وهم الذين يساهمون مساهمة فعالة في دعم اقتصاده وصناعته وتطوير الخدمات المجتمعية والثقافية والعلمية والرقي به الى مصاف الدول المتقدمة وانهم الطاقة الفطرية والطبيعية للتغيير والتشكيل الاجتماعي بكل ابعاده واضعين نصب اعينهم نجاح وازدهارهذا الوطن.
لكن احمد برغم اليأس والقنوط الذي يلف جوانب حياته وبرغم ضنك العيش الذي يلازمه, عقد العزم على ان يتخطى منغصات الحياة بارادة وثبات واضعا نصب عينيه انه لاحياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة مع انه كان يحلم بمستقبل وحياة افضل بعد تخرجه من الجامعة مع كل ما عاناه من جهد وتعب وضيق مادي في دفع رسوم الجامعة التي حرص والده على دفعها بالعمل ليل نهار تارة وبالاستدانة تارة اخرى حتى يرى فلذة كبده وقد نال الشهادة التي يفخر بها والتي قد تعينه على على ايجاد وظيفة جيدة تعينه على العيش في حياة كريمة ويرد ما استطاع من دين والده وتؤمن له مستقبل افضل.
ولكن الرياح لا تأتي كما تشتهي الامال فلم يحالفه الحظ بالحصول على وظيفة دائمة فاضطر للقبول بوظيفة متواضعة وبراتب زهيد انطلاقا من مقولة مكره اخاك لا متكبر وهكذا ذهبت طموحاته واحلامه ادراج الرياح.
احمد نموذج لشبابنا المقهور والذي يعاني من رهاب الحياة الضنكة ومن ضياع هويته في المجتمع ومن ازمة العدالة الاجتماعية التي تفرق بين الخيار والفقوس في الوظائف والعمل من مبدأ الوساطة والوجاهة والتي تقوض عزيمته وحبه لمجتمعه وتعقد سعيهم لمستقبل افضل وخوفهم من حاضر ضبابي مستمر في التقهقر ومستقبل مظلم تلفه البطالة والشعور بالاحباط واليأس والارتفاع الهائل في نفقات المعيشة ونكاليف الزواج والمساكن , كما انهم يعيشون الفجوة العميقة بين الواقع والقيم والعادات وبين الحداثة والموروث وضعف التواصل في محتمعه بين افكار الجيل القديم والجيل الحديث وعدم تفهم المجتمع لمشاكلهم وطبيعة اهتماماتهم ورغباتهم في ظل ما يدور حولهم من تغيرات كثيرة في معظم بلدان العالم لاننا لانؤمن بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وهذه الطامة الكبرى.
ولهذا فأن شبابنا مهمشون ومرتبكون ومكتئبون ومقيدون بالفقر والجهل وبعادات وقيم وممارسات عفى عليها الزمن مما جعلهم لا يتمكنون من القيام بدور فعال في المجتمع لانهم محصورون بين اوضاع سيئة لا يحسدون عليها.
فعش في حلمك ايها الشاب المبوذ لعلك تجد فيه السلوى وتحقيق المراد المطلوب , ولعلك تجد فيه الامل البعيد والطموح المستحيل والبهجة التي حرمت منها في الواقع المشئؤم التي لن تجدها الا في احلامك اوفي مواقع النجوم والاطياف فلا تستيقظ من حلمك لانك لن تجد لك في اليقظة من مغيث او معين , والله في عون المرء مادام المرء في عون اخيه , ومن رأي مطالب غيره هانت عليه مطالبه.