من الرعيل الاول السيد رشيد طليع الذي كلف في 11 / 4 / 1921 بتشكيل أول حكومة اردنية، الى دولة الدكتور هاني الملقي، ولو عدنا الى الوراء، وراجعنا الكتب الملكية في تكليف الوزارات المتعاقبة التي وجهت الى رؤساء حكوماتنا، وأجرينا بحثا لبيان ما طلب منهم في التكليف وما تم انجازه، ورسمنا خطا بيانيا لتلك النتائج لوجدنا ان الخط البياني يتجه اما افقيا او في اتجاه سلبي، 95 عاما واكثر من اربعين رئيس حكومة شكلوا حكومات منذ التكليف الاول وحتى يومنا هذا، إنجازات قليله وإخفاقات كثيرة، من أهم هذه إلاخفاقات نظام التعليم وترسيخ قيم العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين ابناء الشعب الاردني.
التعليم والعدالة وتكافؤ الفرص من اهم بنود التكليف الملكي، 95 عام من التاكيد على ان تكون ممارسات الحكومة في ترسيخ هذه القيم لتكون واضحة وان يلمسها كل مواطن اردني، ومنها رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطن في مختلف المجالات و خاصة التدريب المهني، لما لها من أهمية بالغة في رفد سوق العمل بالكفاءات التي تتطلبها التنمية وإعداد الأجيال القادرة على مواجهة التحديات والعمل على تأهيل الشباب ليكون قادر على الإبداع لانة اللبنة الأساسية في بناء الوطن.
لست هنا في معرض الإسهاب عن 95 عاما من التكاليف الملكية وعدم تمكن المسؤولين بتحقيق ما كان متوقعاً ومطلوبا منهم، الفشل الحكومي بعدم الالتزام في تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية وفي التخطيط والتوزيع العادل للثروات بين مدن وقرى المملكة، حيث أهملت الحكومات المتعدده المتتالية التخطيط والتدريب العلمي والعملي السليم لبناء ثروة بشرية منتجة وهذا شكل 90% من المشكلة الرئيسية وهي البطاله والإحباط في أوساط الشباب، فأصبحت البطالة شبحا يهدد مستقبل الشباب، ما أكثر ما وضع من خطط وبرامج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ولكن لم يؤخذ أي منها مأخذ الجد، نحتاج الى ترتيب للأولويات وبرنامج للعمل بنظرة شاملة لايجاد حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية وخاصة لفئة الشباب.