طلاب الجامعات .. والخطاب المتأزم في الحمامات
22-08-2008 03:00 AM
تختزل الجامعات والصروح العلمية في الغالب نخبة المجتمعات وصفوة الشرائح الاجتماعية ، وذلك لإعتبارات التفوق والتمايز العلمي والادبي لهذه النخب ، وعليه فان المجتمعات تنظر الى هذه الشريحة من ابنائها على انها امل المستقبل ونبراس الايام القادمة .
على اننا اذا اختلينا الى انفسنا قليلا ، وتفحصنا في بعض التفاصيل اليومية لشريحة لابأس بها من طلابنا ، واستقرأنا مسلكيات التعاطي اليومي لها ، فاننا نصعق لما نراه من تفاصيل يومية تكاد لاترتقي حتى الى تصرفات عديمي المعرفة ، ومختلي الثقافة والفكر ، فكيف بها تصدر عن شريحة من المجتمع . من المفترض انها تمثل مستقبله وامله .
ان مناسبة هذا الحديث لاتأتي من فراغ ‘ لأن المعطيات المتواجدة على الارض تنبىء بخلل ثقافي ومجمتعي يعتري العقل الجمعي لطلبتنا الاعزاء ، وتبرز مقدار الاسفاف الثقافي والمعرفي الذي تختزله هذه النوعية من الطلاب ، في حياتهم وتعاطيهم اليومي مع المسلمات من الامور، ومقتضيات التفاعل مع المجتمع والبيئة المحيطة .
ان مثالا واحدا من الأمثلة التي تترجم هذه الصورة القاتمة المتشائمة عن المستوى المعرفي والاخلاقي للكثير من طلبة الجامعات ، هي الكتابات المدونة على ابواب الحمامات في الجامعات الاردنية ، والتي يندى لها الجبين حين نستطلعها ، وعلينا الاّ نختبىء وراء الأكمة حين نرى مثل هذه الظواهر المختبئة والمتوارية في الظلمات من الاماكن ، متذرعين بقوانين واعراف العيب الاجتماعي . بل علينا ان نقرع الجرس ونكشف العيب الذي يكتنف هذه الظاهرة ، ولا نتبجح بالعفة والترفع لجهة عدم طرح مثل هذه المواضيع ، وذلك لما ينطوي عليه مثل هذا الموضوع من ارهاصات نفسية وفكرية ، تستعر في اتون الفكر الشبابي ، المتهم بالثقافة والمعرفة اعتباطا ، والممهور بعفوية التعاطي والتفاعل الاجتماعي قسرا ، اننا نسوق مثل هذا الاتهام نحو تلك النوعية من الشباب والطلاب المنغمسين والمتورطين في هذا العيب الاجتماعي والاخلاقي ، دون التعميم على الجميع حتى لانتهم بالتعريض بطلابنا وطالباتنا اعتباطا وتشويها . هذا الاتهام الموجه لتلك الافرازات الكتابية المقززة والتي تعكس مقدار الجبن والمسخ الثقافي الذي يعترى مواقف كاتبيها ، مما يجعلنا لا نستغرب مكانها الذي دونت فيه ، وصيغها المغموسة بالقرف والاسفاف .
الا ان استغرابنا لهذه الكتابات بصرف النظر عن كهنها او حتى عن سعة انتشارها لايعفيها انها من نتاج العقل المعرفي الطلابي في جامعاتنا ، وبالتالي فهي دعوة صريحة موجه الى جامعاتنا العزيزة ، لمواجهة هذه الظاهرة والعمل على توعية الشرائح الطلابية بخطورتها على المدى البعيد ، وتاثيرها السلبي على مجمل الاداء المعرفي والثقافي للطلاب ، وعلى الصورة النمطية لطلاب الجامعات الاردنية .