حين خاضت بريطانيا حرب (الفوكلاند) , استطاعت في غضون أشهر معدودة هزيمة جيش كامل , وتدمير قدراته البحرية .. وأسر المئات من جنوده ..مع أن الأرجنتين دولة قوية بمقدرات ضخمة , وبجيش كبير ...
وحين خاض الروس , حربهم في الشيشان , حرقوا كل شيء:- البشروالشجر والحجر وحسموا الأمر مبكرا , علما بأن المجاهدين في الشيشان , استبسلوا إلى الحد الأسطوري ...
وفي حرب أفغانستان , فوجيء العالم وبزمن قياسي ..بعملية الحسم , حيث صحونا على أرتال , من جنود طالبان وهروب غير منظم لتنظيم (القاعدة) ..كل ما في الأمر أن طائرات ال (بي 52) ..خرجت من مهاجعها , ودمرت قدرات طالبان علما بأن هذا التنظيم كان وقتها أكبر عددا , وتسليحا من (داعش) وأكثر احترافا في المعارك ...
حسنا ..حرب (الفوكلاند) إحتاجت لأشهر فقط , وهزمت دولة ضخمة ..وحرب الشيشان , كانت سنواتها معدودة وقصيرة , واحتلال أفغانستان لم يأخذ أكثر من شهر ...حتى القوات الصربية في (البوسنه والهرسك) ..حين هزمت ودمرت أخذت المسألة من الأمريكان , شهرا واحدا ...
داعش ليست بحجم الأرجنتين , وليست بحجم طالبان , ولا تملك تقنيات عسكرية هائلة مثل الصرب ..لماذا إذا تأخذ كل ذلك الوقت ؟ وثمة تلكؤ دولي في التعاطي معها ...
في الحرب العالمية الثانية , توفرت إرادة دولية امريكية – سوفياتية , على تدمير المانيا وفي اللحظة التي كانت الدبابات الأمريكية تعبر من الشطر الغربي ..كانت الدبابات الروسية , تقيم جدار برلين من شطرها الشرقي ..مع أن المانيا وقتها كانت تملك الجيش الاقوى في العالم ...
داعش أشبه , براقصة تدور على الطاولات في ملهى كل الحضور فيه من الرجال الذين يملؤهم الوقار ..الكل يشيح بنظره عنها , ولكن الكل في النهاية الكل يسرق نظرة والكل يريدها على طاولته , والكل مهتم بأن تمتد (النمرة) حتى الصباح ..
ما قدمه (ابو تراب) الكويتي أحد قادة (داعش) من إعترافات مثيرة , حول علاقاتها بالشركات التركية , وتنسيقها مع إسرائيل وإيران , ولقاءاتها مع أطراف مهمة في المعادلة السورية ..يجعلنا نسأل السؤال التالي ..هل داعش من إنتاج عربي ؟ أم أنها منتج , الكل شارك في صناعته ...تماما مثل طائرات ( الإيرباص) المحرك بريطاني والأجنحة إيطالية , والزعانف كندية ..والتجميع فرنسي ...
حسنا كل ما يحدث يؤكد لنا أمرا واحدا ....وهو :- العالم غير جاد في محاربة داعش ...ويريد الوضع أن يبقى معلقا ..
الراي