تمكنت قوات النظام الخميس من تضييق الخناق اكثر على الاحياء الشرقية في مدينة حلب السورية اثر سيطرتها على تلة تشرف على آخر منفذ للفصائل المقاتلة المعارضة الى المدينة، وذلك غداة اعلان الجيش السوري تهدئة في كل البلاد لمناسبة عيد الفطر.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، تشن الفصائل الاسلامية والمقاتلة هجمات مضادة لاستعادة المنطقة حيث تدور اشتباكات عنيفة تتزامن مع قصف جوي عنيف لقوات النظام.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "سيطرت قوات النظام على القسم الجنوبي من مزارع الملاح المرتفعة شمال مدينة حلب"، مشيرا الى انها "وصلت الى اقرب نقطة لها من طريق الكاستيلو"، المنفذ الاخير المتبقي لمقاتلي المعارضة الى الاحياء الشرقية.
وبحسب المرصد، باتت قوات النظام "ترصد حاليا طريق الكاستيلو ناريا"، ما يجعل عمليا "الاحياء الشرقية محاصرة".
من جهتها، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري ان وحدات من الجيش "نفذت عمليات على تجمعات وأوكار المجموعات الارهابية أحكمت خلالها السيطرة على مزارع الملاح الجنوبية وقطعت ناريا طريق الكاستيلو".
ولم تتمكن الفصائل الاسلامية والمقاتلة التي "تشن هجمات ضد قوات النظام منذ الساعة الثالثة صباحا من استعادة هذه المنطقة الاستراتيجية"، وفق عبد الرحمن، جراء "القصف الجوي العنيف الذي تتعرض له المنطقة".
وافاد اسلام علوش، المتحدث باسم فصيل "جيش الاسلام" المشارك في المعارك، في حديث مع صحافيين عبر تطبيق "تلغرام" بمقتل اربعة من عناصره "في منطقة الملاح قرب الكاستيلو، كانوا مرابطين في المنطقة التي تتمتع باهمية استراتيجية عالية من شأنها وقف النظام عن قطع الطريق الوحيد المؤدي الى المدينة".
وتدور منذ حوالى اسبوعين اشتباكات عنيفة شمال مدينة حلب، وخصوصا مزارع الملاح.
وتتقاسم قوات النظام والفصائل السيطرة على احياء مدينة حلب التي تشهد معارك مستمرة بين الطرفين منذ صيف 2012.
وقال مراسل لفرانس برس في الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل ان ثمة اشخاص جاؤوا الى المدينة لقضاء عيد الفطر مع عائلاتهم وباتوا عالقين فيها اثر اندلاع الاشتباكات.
وفي الاحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، قال مصور لفرانس برس ان المنطقة تعرضت لسقوط قذائف بشكل عنيف خلال ساعات الليل قبل ان يهدا الوضع نهارا، متحدثا عن حركة تنقل خجولة للسكان.
وشنت قوات النظام السوري بدعم من حزب الله اللبناني في شباط/فبراير الماضي هجوما واسعا في ريف حلب الشمالي وتمكنت من السيطرة على مناطق عدة وضيقت الخناق على الاحياء الشرقية. لكن في 27 شباط/فبراير، فرضت واشنطن وموسكو اتفاقا لوقف الاعمال القتالية في مناطق عدة في سوريا، ما حال دون مواصلة قوات النظام عملياتها.
وانهار الاتفاق في مدينة حلب بعد نحو شهرين من دخوله حيز التنفيذ.
واعلن الجيش السوري هدنة موقتة على كل الاراضي السورية لمدة 72 ساعة لمناسبة عيد الفطر الذي بدأ الاربعاء، لكن سرعان ما سجلت انتهاكات وخصوصا في مدينة حلب.
وقصفت قوات النظام امس الاحياء الشرقية، ما اسفر عن مقتل شخص، فيما اطلقت الفصائل المعارضة قذائف على الاحياء الغربية ما ادى الى مقتل ثلاثة مدنيين في حي سيف الدولة بعد منتصف الليل، بحسب المرصد.