سهرة أبو عربهاني العزيزي
31-03-2007 03:00 AM
أتخذ أبو عرب مكانه المعتاد أمام التلفزيون ، بعد أن تناول ما قسمه الله له مما خلفه كبار وصغار عائلته من وجبة عشاء غير دسمة ، وانتظارا لإبريق من الشاي ، أعد علبة سجائره ، والتي وضع فيها ارخص الأصناف في علبة لأغلى الأنواع ، طالما أن الغالي والرخيص منه سمّ زعاف ، وجلست أم عرب قربه في بدء سهرة سيحدد التلفزيون لونها .أخذ يقلب المحطات الفضائية على شاشة تلفازه ، وهو مصدر الترفيه الوحيد له ولأمثاله المسحوقين ، وتوقف لحظات أمام أخبار اجتياح إسرائيلي لمدينة نابلس الفلسطينية المحتلة ، وكان من نتائجه سقوط شهداء وجرحى ، ونسف أحد البيوت ، وانتقل إلى محطة أخبار تالية ، وتوقف لحظات عند ما نجم عن انفجار سيارة مفخخة في أحد أحياء عاصمة الرشيد بغداد ، قلعة الأسود سابقا ، ومدينة الموت حاليا ، حيث أسفر الانفجار عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى ، فانتقل سريعا إلى قناة إخبارية ثالثة ، وتوقف لحظات عند اشتباكات دامية في مقديشو عاصمة الصومال ، وقصف طائرات عمودية إثيوبية لأحياء مدنية ... وتكررت المآسي والمصائب على أرض العروبة ، وتنوعت في أسبابها ، وتشابهت في نتائجها ..أخذ الدم يغلي في عروق أبو عرب ، وعلامات الاستفهام تتراقص أمام عينيه ، وبدأ يسأل : عندما احتل العراق الكويت ، هبت دول عربية لإعادة الكويت إلى أصحابها ، وأرسلت جيوشها لتحرير الكويت ، تدفعها شهامة عربية ، وإيثار عربي نادر ، مفضلة تحرير الكويت أولا ، قبل تحرير المحتل من بلادها ، لكنها لم ترسل جنديا واحدا لتحرير جنوب لبنان عندما احتلته إسرائيل ، ولم ترسل حتى رسالة شديدة اللهجة لإسرائيل لمنع تنكيلها بالشعب الفلسطيني باستمرار . لماذا نعتب على الولايات المتحدة الأمريكية لكيلها بمكيالين ، ونحن نكيل لبعضنا بتشكيلة واسعة من المكاييل والأوزان ؟ أسئلة كثيرة دون أجوبة ، وأبو عرب يضرب كفا بكف .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة