دخلت اطراف عدة على خط الاتصالات الاردنية مع حركة حماس ، وهو دخول غير مؤسس ويجري فقط عبر التصريحات الاعلاميةالتي توحي لمن يقرأها ويسمعها ان هناك صفقات سريةوان من يصرحون هم من يخططوناو انهم شركاء فيما يجري على الاقل.

ليس صحيحاعلى الاطلاق ان السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سيقوم بزيارة رسمية الى الاردن وسوف يتم اجراء مباحثات سياسية معهف المعلومات التي تتحدث عن زيارة مرتقبة فيها مبالغة وامنيات واحراج للاردن لجعله يستقبل مشعل وتأثير التصريحات غير الدقيقة مؤذي للغايةاذ ستضطر عمان الرسمية ان تتراجع للوراء امام هذه المتواليات ودفع المركب بسرعة نحو اتجاها تغير مرغوبة حاليالاعتبارات عديدة.

العلاقة التي تم تجديدها مع حركة حماس هي عبارة عن علاقة امنية وعلى مستوى امني ولن تشهد العلاقة في الوقت الحالي اي تسارعات بأتجاهات سياسية ليس كرها في خالد مشعل وانما لاعتبارات عديدةاقلها مراعاة الخلفيات التي نشبت بين الاردن مشعل اذ سيكون صعبا في الوقت الحاليان يتم دخول مشعل كفاتح سياسيوهو قد خرج قبل سنوات ضمن ظروف صعبةومن جهة اخرى فإن خروج اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية لالقاء خطبة الجمعة في غزةوالحديث عن مايجري في عمان هو امر مؤسف فليس هكذا تدار العلاقات خصوصاالعلاقات التي عادت توها للتنفس وعلاقة على المستوى الامني حاليالاتعالج عبر خطبة جمعةولا عبر تصريحات احتفاليةلا تحوي معلومات بقدر ايصالها لرسائل فردية وجماعية.

مع هذا تقافز الناطقين الرسميين في حركة حماس في غزة والضفة ودمشق وبيروت للادلاء بتصريحات حول العلاقة الجديدةوبعض شخصيات الاخوان المسلمين في الاردن وهو خطأ كبير اذ ان علاقة على مستوى امني عالي لايجوز التسريب حولها والحديث عنها بهذا الشكل او بناء توقعات من النوع الذي يسبب احراجات بشكل او اخر كما ان دخول شخصيات اسلامية على خطة العلاقة الجديدة بهذه التصريحات هو امر يعاكس اشتراطا اردنيا حول ضرورة فك الارتباط والترابط المعنوي والسياسي بين الاخوان والحركة كون الحركة الاسلامية اردنية وحركة حماس فلسطينية.

الدولة مستعدة للتعامل مع حماس سياسيااذا شكلت الحكومة المقبلةوهنا يكون التعامل مع الحكومة الفلسطينيةفي حين ان "النفس"الاحتفالي بتجدد العلاقات مع عمان والعلاقة في بدايتها هو امر يسبب اضرار كثيرة وعلى المستوى الاردني لم يسرب الاردن نصف معلومة حول اللقاءولااستخدم قناة اعلامية ولا سياسيةمن اجل بث معلومات حول طبيعة اللقاء واسراره وتفاصيله وهذا سلوك الدول الراشدة المتزنةالتي قدمها قدم ثبات وبالمقابل بات موضوع العلاقة مع عمان موضوع خطبة جمعة وتسريبات وحماس التي نحبها ونحترمها ونجل جهادها تدير العلاقة بطريقة خاطئة وكأنها تقدم خدمة لمن ضدها بل تدفع عمان دفعا الى التحسس والحذرمن هكذا ادارة.

الاردن جدد مايزيد عن خمسة وعشرين جواز سفر لبعض عناصر حماس ورفع قيود متعلقة بسفر او قدوم البعض ووعد بحل جميع المشاكل اللوجستية والامنية ووعد بعقد لقاءات اضافية وهو حريص على صفحة بيضاء مع حماس وكل مايرجوه المراقبون من حماس المزيد من الثبات والهدوءوعدم السماح للبعض بالتصرف بخفة سياسيةوعدم القفز فجأة نحو الحديث عن استقبال رسمي لخالد مشعل ليس رفضا لمشعل ولكن لوجود تعقيدات كثيرة و لربما العلاقة مع الحركة اهم من الافرادالا اذا كان الافراد في كفة والحركة في كفة اخرى.

لااعتقد ان خالد مشعل سيزور عمان حالياولااظن ان العلاقة ستشهد مستويات سياسية حالياواعتقد ان على حماس ان تنجح في هذه الفترة بعبور فترة المطبات التي يتسبب بها عاجلون ومستعجلون منها ومن حواليها فالعلاقات مع الدول ليست مجرد زيت في مقلاة يتم تسخينه سريعا.