اعتدنا مؤخرا سماع أوصاف جديدة تطلق على الارهابيين، وكان أحدثها وصف "الذئاب المنفردة"، ولهذا الوصف تعريفات عديدة متقاربة إلى حد ما نكتفي أن نذكر بأنها وصف يطلق على أولئك الأفراد الذين يقومون بأعمال عنف غالبا ما تكون مسلحة و بشكل منفرد ودون أن تربطهم علاقة "واضحة الملامح" بتنظيم ما، ولكنني اليوم أدعوا "من كل عقلي" بالتخلي عن هذا الوصف واستبداله بالـ "الحمير المنفردة" _مع احترامي للحمير_.
بغض النظر عن السمات للذئب كحيوان من مكر وخداع وما الى ذلك من أوصاف "بتخزي" الا أن لديه أيضا خصال "بترفع الراس" فهو حيوان بري شجاع عزيز النفس لا يأكل إلا أكلا طازجا ولا يمكن أن يأكل من الجيف الميتة ومكانه دائما في رؤوس الجبال، وقد تأثر بشجاعته وعزة نفسه أبناء البادية تأثرا بالغا فوصف به الرجل الشجاع والمقدام الذي لا يهاب الموت وجاء ذكر الذيب في كثير من قصائد الشعراء ونذكر ما قاله الشاعر الشنفرى عمْرُو بنُ مالكٍ الأَزْدِيُّ في لاميّته:
وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُـون سِيـدٌ عَمَلَّـسٌ ..... وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْـأَلُ
هم الرهطُ لا مُسْتَوْدَعُ السرِّ شائعٌ..... لدَيْهِم ولا الجاني بما جرَّ يُخْذَلُ
فالسِّيد في معجم اللغة هو الذئب و العملَّس هو القويّ السَّريع و الرهطُ أي الأهل.
واذا أردت عزيزي القارئ الاطلاع على ما قاله العرب في الذئب من قصائد وقصص أنصفت أوصاف وسمات ذاك الحيوان عليك بمحرك البحث "جوجل" وستجد " بلاوي زرقة"..
"نرجع لموضوعنا"..
تنظيم داعش الارهابي لعنة الله عليه وغيره من التنظيمات الارهابية، كلما جاءت "حميرهم المنفردة" بعملية ارهابية قذرة أصبحت تتباهى بأن ذاك "الحمار" منفذ العمل الارهابي ينتمي لها أو ينتهج فكرها ، ونحن "خزاة العين علينا "أصبحنا ودون أن نشعر نروًج لتسميتهم بأن ذاك المطي صاحب أنكر الأصوات "واللي طول نهاره برافص"،" ذئب منفرد" ..
عن أي ذئب تتحدثون ؟؟
من يدعي الاسلام ويقتل المسلمين كيف له أن يكون ذئبا ؟ ومن يقتل العزل الابرياء من الأطفال والشيوخ والنساء باختلاف أديانهم وعقائدهم، ويخالف ما أوصى به رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم أي وصفٍ يستحق؟! ومن يتعدى غدرا على أطهر بقاع الأرض تلك المدينة الطاهرة التي استقبلت نبي الله ورسوله "المدينة المنورة" في هجرته وصحبه الكريم وفي آخر أيام رمضان المبارك "بالله عليكم" كيف لنا أن ننعته بـ "ذيْب" ؟؟"علي الطلاق إنه حمار ابن ستين حمار".
باختصار.. علينا الحذر من تلك المسميات التي يطلقها الارهابيين على أنفسهم وأن لا نروّج لما يسعون إليه، فمثل تلك المسميات يمكن أن تدب الرعب في قلوب الضعفاء ويمكن أن تندرج أيضا تحت مفهوم "الدعاية" وتكون نوعا من أنواع الحرب النفسية ، علينا حقا الانتباه لأصغر الأمور، على الأقل حتى لا يصدق "الحمير" كذبتهم بأنهم ذئاب .." أي والله حمار أجرب كثير عليهم" .