الانتخابات .. لنتوكل على الله ونمضي بلا أي تـردد
صالح القلاب
05-07-2016 04:46 AM
يستغرب بعض «الأشقاء» وأيضاً بعض «الأصدقاء» أْنْ يكون لدى الأردنيين ترف الإنشغال بإجراء إنتخابات نيابية وبلدية و «لامركزية» بينما هذه المنطقة وفي قلبها الأردن تتعرض لكل هذه العواصف العاتية وبينما هناك دولتان عربيتان مجاورتان تشهدان تفككاً مرعبا وبينما القضية الفلسطينية، التي تعتبر بالنسبة للأردنيين وللدولة الأردنية هي القضية الوطنية الأولى وقضية حياة أو موت، تمر بأخطر وأصعب مرحلة منذ بدايات القرن الماضي وحتى الآن.
وحقيقة أن مثل هذا الكلام يقوله بعض الأردنيين الذين يعتقدون أنه لا حاجة ولا ضرورة لكل هذا «الترف» وأنه بالإمكان الإكتفاء بإجراء إنتخابات بلدية وترك باقي ما تبقى إلى المستقبل وعسى أن تتحسن الأحوال في هذه المنطقة وتستقر الأوضاع في العراق وسوريا ويحقق الشعبان السوري والعراقي أهدافهما بالوحدة الوطنية وبالتماسك وبالإستقرار .. وأيضاً بالديموقراطية وتقرير المصير بعيداً عن التدخلات الخارجية .. التدخل الإيراني والتدخل الروسي على وجه التحديد .
لكن ومع أن وجهة النظر هذه تستند إلى حرص وإلى وطنية صادقة وإلى مخاوف قد تكون مبررة وغير مستبعدة إلا أنَّ الإقدام على هذه الإنتخابات «الثلاثية « في الأوقات المحددة ينسجم تماماً مع طبيعة الشعب الأردني الذي عودَّ الأشقاء والأصدقاء والعالم بأسره أنه كلما إزدادت وتعاظمت التحديات التي تواجهه كلما إزداد إصراراً على تنفيذ وإنجاز ما قرره.. والمسألة هنا ليست مسألة «مناكفة» كما يظن البعض وإنما مسألة إدراك للواقع ... وحقيقة أن الواقع يعزز قناعة الأردنيين بضرورة تحقيق وإنجاز ما أتفقوا عليه وما قرروه وهم يعرفون ويدركون مخاطر كل هذا الذي يجرى حولهم وحول بلدهم.
إنه لا شك في أنَّ هناك بالنسبة لإجراء هذه الإنتخابات كلها، البرلمانية والبلدية واللامركزية، محاذير بل ومخاطر كثيرة.. لكن ما يجب أن نسأله لأنفسنا ولغيرنا أيضاً هو: ومتى لم يكن هذا البلد، الذي قدره هو من جعله «ينْبت» في هذا الخندق المتقدم، يواجه تحديات ربما لم يواجهها غيره من الأشقاء.. وأكبر تحدٍّ كما هو معروف هو تحدي القضية الفلسطينية الذي واجه الأردنيين مع أول «مدماك» لإشادة المملكة الأردنية الهاشمية في منطقة تشبه حد السيف المرهف..؟!.
ولذلك فإنه علينا أن نتوكل على الله وعلى شعبنا وعلى جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية وأن نمضي بما قررناه وما عزمنا عليه بدون أي تردد وبثقة بأن هذه الخطوة ستزيدنا صموداً وستزيد بلدنا ثباتاً وتماسكاً وستزيد من تقدير العالم كله لنا وإحترامه لبلدنا .
علينا الاّ نتردد إطلاقاً مادام أنَّ شعبنا موحد ومتماسك وعلى قلب رجل واحد ومادام أن هذا الشعب مرَّ بتجارب قاسية كثيرة لكنه بقي دائماً وأبداً ينجح في كل الإختبارات الصعبة التي واجهته .. إنه علينا أن نمضي في اتجاه ما قررناه ما دام أننا قبلنا بمواجهة هذا التحدي كما واجهنا تحديات سابقة كثيرة على مدى نحو قرن بأكمله.. لنتوكل على العلي القدير ونمضي بشجاعة وبدون أي تردد.
الراي