تثبت داعش يومياً أنها القاسم المشترك الاعظم في ازمات المنطقة، مع ان الجميع يعلن الحرب عليها، فتفجيرات بغداد وجدة واسطنبول وبروكسل وباريس.. وغيرها الكثير تشير الى ان لا احد يريد الخلاص من داعش، ولنأخذ امثلة حيّة:
- ايران مثلاً اكثر الناس محافظة على داعش رغم المظاهر، لان وجود داعش ومفخخاتها في بغداد – واقساها اول امس – هي المبرر لميليشيا «الحشد الشعبي» الذي تعده وتسلحه طهران ليكون النسخة العراقية للحرس الثوري الايراني، وليكون موازيا للجيش العراقي في حال عاد هذا الجيش الى تقاليده الوطنية والقومية، فداعش تدمر الاحياء الشيعية في مدينة الصدر وغيرها، وهي بهذا تضمن لطهران وعملائها في الحكم ردة الفعل الطائفي المتعصب المطلوب.
- النظام السوري مثلاً يحشد انصاره: روسيا والعراق وايران وحزب الله اللبناني لمحاربة «الارهاب» والارهاب هنا هو كل المعارضة ما عدا داعش، لان النظام يستفيد من داعش لانها البديل الوحيد له في اي عملية تغيير، ذلك ان المعارضة السورية غير الارهابية ملغية في المعادلات السورية، فروسيا تحاربها باعتبارها الارهاب، وحزب الله يحاربها باعتبارها الجماعات التكفيرية، الوهابية وعصائب الحق والفاطميون والجيش الايراني والحرس يحاربونها لانها تعادي النظام وهو حليف كل هؤلاء، وتبقى داعش ممتدة من الرقة الى الموصل، وتصل حين تريد بغداد، وبيروت والكويت وجدة وكل مكان في هذا العالم.
- الاميركان يقصفون داعش من بعيد لبعيد، لانهم يريدونها لانهاك التواجد الروسي في سوريا، وانهاك ايران وحزب الله، وترويع دول الخليج العربية، وابتزازها في مشتريات السلاح، وهي بهذا تستعيد ما دفعته هي وحلفاؤها ثمناً للنفط.
- تركيا دربت وموّلت داعش حين كانت اسمها النصرة، وحين كانت فرقاً اخوانية، بالشراكة مع حليفتها قطر، وحين كبرت وصارت «الدولة الاسلامية» بدأت تضيق عليها وتحاربها، وتقترب بذلك من روسيا واميركا واوروبا.. وداعش اولاً واخيرا هي التي اعطتها ملايين اللاجئين السوريين، الذين اصبحوا مصدر ابتزاز تركي لاوروبا.. واصبحوا مواطنين اتراك محتملين في وسط الولايات التركية ذات الاكثرية الكردية.
.. داعش هي القاسم المشترك الاعظم، فهي في المنطقة كما في الرياضيات، عدو ما من وجوده بُدٌّ.
الراي