كلام بلا قيود في حضرة العيد
جمال العلوي
05-07-2016 04:36 AM
كنت أظن أن ايام العيد القادمة، ستكون فرصة مناسبة لممارسة الاسترخاء والابتعاد عن طقوس رمضان التي حاصرتنا طويلا بكل ما تحمله من تعب ومشقة ومساحة للاستغفار والرحمة ، لذا فكرت طويلا بالسفر القصير الى بلاد الله الواسعة وتحديدا الى تركيا لعدة أيام الى أن داهمتني الالتزامات العائلية ومواعيدها وجعلت من ذلك المخطط حالة من العبث ،تحاصرك الالتزامات العائلية والاجتماعية التي درجنا عليها وما زلنا متمسكين بها الى درجة انها تصبح قيدا على حريتك وراحتك ورغبتك بالانفراد مع نفسك بعيدا عن هموم الدنيا وعذاباتها .
اصبحت هذه الالتزامات طقوسا تجعلك تربط حركتك معها ولا تستطيع أن تتجاوزها. عبرت علي هذه القيود وأنا اقف على اشارة مرور ظهر امس مقابل «افينو مول» في منطقة الصويفية ، واذ « بزامور» يصدح خلفي من سيدة تركب سيارة تصرخ بحدة تحرك.
كانت تريد مني أن استدير بسرعة من امامها وانا في حالة من الانتظار، غضبت السيدة ومارست كل الانفعالات الخارجة عن الادب وهي تسيطر عليها روح « العنطزة» لا اعرف السبب ربما يكون لديها أمر عاجل ، للحظة فكرت في كتابة رقم سيارتها ،لكن لا يبدو ذلك سهلا نظرا لسرعتها وتركتها لله ، لا تستطيع الهروب من القيود الاجتماعية ولا تستطيع أن تجاري سيدة تمتلك قدرا من « الرعونة» ولا تستطيع ،أن تقول لن التزم بقيود العيد هذا العام سأمارس العيد على طريقتي .
أشياء كثيرة لا تستطيع أن تفعلها أو تقولها او أن تكتبها حتى ،ولا املك الا أن اقول كل عام وانتم بخير سواء كان العيد الاربعاء او الثلاثاء او حتى الخميس ...
ولا داعي للعجلة أو الانفجار فالمسألة بغاية السهولة ولا تحتاج الى كل هذه القيود و»العنطزة» .
الدستور