العراقيون يرقصون فرحا لفوز شدى
عمر شاهين
31-03-2007 03:00 AM
قبل يومين لم أنم وأنا أشاهد رضيعة عراقية متهمة بالإرهاب انتشلت وحيدة دون أم أو أب من تحت أنقاض بيت دمره الأمريكان .
والليلة ملأت الفرحة العراقية ساحات عبدون والرابية، و الجماهير العراقية ضايقت "الجالية الاردنية" في العاصمة عمان الذين انحصروا على ما يبدوا في الجهة المقابلة التي تطل من الجوفة .وظننت من الصورة أن العراق تحرر فجأة مثلما سقط فجأة، توقعت أنهم أسقطوا كمشة طائرات أو اتحدوا ضد محتلهم ،ولكن الحدث كان أعظم بكثير فقد فازت العراقية شدى التي حرقت" أعاصبنا ببيجامتها الضيقة مثل حال بلدها تماماً " بجائزة الستار أكاديمي.
هذا ما قدمته شدى لوطنها ، وهذا ما قدمه شباب العرب للعراقيين التصويت لها لتفوز بجائزة الستار أكاديمي.
لن أكذب فأنا لم أشاهد الستار أكادمي ونتيجته،فقد عدت إلى البيت في الساعة الواحدة والنصف ليلا وشاهدت في عمون صورة العراقيين وهم فرحين، وعلى ما أظن أن الفتاة العراقية السمراء شدى قد فازت بعد أن تميزت حقا في البرنامج وكانت مثل وطنها لم تترك أي عين تعتب عليها .
نعم العراقيون يرقصون يوم سقوط بغداد و يوم إعدام صدام وفي اليوم التاريخي الثالث فوز الحسناء العراقية شدى التي أبدعت في عرض جسدها في بيت الستار أكاديمي .
لقد تنعمت شدى بالأحضان والقبل اللبنانية ،بعد أن تسابقت هي وزميلاتها في البرنامج، بعرض أجسادهن وليس أصواتهن ،فهن عرفن أن لغة الجسد هي اللغة السائدة في هذا العصر، وهذا ما جعلها تنعم بأربعة أشهر أمنة في "البيت المدوكر" ، بينما قتل من أشقائها العراقيين 120 شخص في البارحة فقط، ما أسوأ أن يحن على بالنا الرقص الشرقي في وقت خروج جنازة تخصنا! أليس كذلك؟
شدى كانت ترقص وتبكي لأن أحدهم زعل ، أو ثقل، أو تضايق، وبلدها تعيش الذكرى الثانية لاغتيال اطوار بهجت.
نفس أجهزة الخلوي تعرض أبشع جريمة قتل في التاريخ لإعدام أطوار وتعرض أيضا شدى تفرفش.
العالم يبكي على المغتصبة العراقية صابرين وعلى عبير الجنابي ،العراقيون يرقصون فرحا ويغلقون شوارع العاصمة عمان لأن شدى حققت إنجازا ينقصهم بعد أن ضاعت حضاراتهم وسرقت أموالهم ويذبح شعبهم.
العراقيون يرقصون لأن ابنتهم نجحت وتفوقت على "النيمونيز "ولكنهم لم يبكوا يوما أو يلطموا يوما على جرائم المارينز!!
تعود ذاكرتي الصدئة إلى ذكريات احتلال العراق، الذي أبكانا، وجعل من أهلها يرقصون ويضربون صورة تمثال صدام، نعم بكينا وأبينا الفرح لأننا نرفض أن تخرج ابتسامتنا بين أجواء اليورانيم الملوثة أو من بين الشفاه المعوجة من دعس البصاطير الأمريكية .
وقتها كانت الفلوجة تذبح ومقبرة كربلاء والصحن الحيدري ينتهك أمريكياً، ليخرج علينا مطربا عراقي أسمه علاء سعد ؛ و معه ثلة من الراقصات العراقيات، واللواتي يعملن معه في ناديه الواقع في دبي ليصرخ و"الله حيرتني البرتقالة"
شيء مذهل أليس كذلك ؟ المشكلة كانت متعلقة في برتقالة ؟
أكثر ما لفت انتباهي بهذه الأغنية قول المطرب:
- "والله وحيرتني البرتقالة..".
أنا فكرت وقتها مثل اليوم طويلا ما الذي يحير في البرتقال؟ انه نوع من الفواكه غير نادر! ويباع في أي محل فواكه ، وينصح لمرضى الأنفلونزا،وموسمه الشتاء؛ ولا ينفع في التصدي لصواريخ الكروز ولا طائرات أل" F16 - B52 " و يُقشر باليد ويفضل استعمال سكين لأصحاب الأظافر اللينه"من النساء ونواعم الرجال"، فما الذي جعل علاء سعد يحضر هؤلاء الجميلات الراقصات في الكليب ويترك أهله وإخوانه تحت القصف الأمريكي، مثلما فعلت شدى التي احتمت من الاحتلال ببيت الستار أكادمي الآمن ؟
نعم الستار أكدمي أهم من مجازر تلعفر والفلوجة و شارع المتنبي وقتل الفلسطينيين في بغداد من قبل الإرهابيين والأمريكيين، وفوز شدى أهم من خسارة العراق وضياع مستقبلها .
هكذا تعاملت الجالية العراقية التي أحضرت ملايين وطنها، هذا هو الوطن الذي كانوا يحدثوننا عنه وهم يشتمون البعث ويشتمون صدام لأنه اغتصب الوطن منهم، الوطنية تجلت مع فوز شدى إذن هذه الحرية التي كانوا يفتقدوها .
علاء سعد يحتار لبرتقالة والشعب العراقي الذي أضاع بلده المحتل من قبل مجموعة من المغتصبين والمجرمين يرقص فرحاً لإعدام صدام تارة ولفوز شدى تارة أخرى .
فمن "بلاطين الجينز والشلحات" صار يأتي الشرف العربي ونرقص فرحا من اجل ظهر مغنية بينما لم يبكوا عندما ضاعت بلدهم
ودمتم راقصين أو لاطمين .
Omar_shaheen78@yahoo.com