قمة الرياض تخلط الاوراق والموقف الاردني يكتسب شرعية عربية
فهد الخيطان
31-03-2007 03:00 AM
هل يطيح محور "اس.ام. اس" بالرباعية العربية؟
هيمن الملف الفلسطيني على اعمال قمة الرياض التي اختتمت اعمالها الخميس الماضي. لم نشهد خلافات تذكر حول الموقف من مبادرة السلام فقد اجمع القادة العرب على ضرورة تفعيل مبادرة السلام العربية وشكلوا لجانا لاعادة تسويقها وترويجها في المجتمع الدولي ورفضوا مطالب اسرائيل بتعديلها, غير انهم في المقابل لم يتخذوا موقفا واضحا من الحصارالاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني, الملفات الاخرى »اللبناني والعراقي والسوداني« لم تتمكن القمة من فعل شيء ملموس بشأنها لا بل ان الفرقاء اللبنانيين خرجوا بعد القمة اكثر تشاؤما ازاء المستقبل, في الموضوع العراقي كان هناك شبه اجماع على تجاهل الاشارة لحكومة المالكي والتركيز على ضرورة المصالحة الوطنية ومراجعة العملية السياسية. اكثر من ذلك دعا الملك عبدالله الثاني في كلمته للقمة العرب الى وقفة مراجعة مع القيادات العراقية لتتحمل مسؤولياتها الوطنية والتاريخية ولم تنجح محاولات الطالباني في كسب ثقة القادة العرب ودعمهم للحكومة العراقية وما لم تجرؤ القمة على المطالبة فيه ببيانها الختامي تحدث العاهل السعودي عنه صراحة عندما وصف الوجود الامريكي في العراق بالاحتلال غير المشروع مما اثار غضب البيت الابيض.الاردن يعتبر ما تحقق في القمة نجاحا لسياسته فالخطاب السياسي الاردني الذي ركز طوال الفترة السابقة على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية اصبح اليوم موقفا عربيا حتى الدول العربية التي تعاني من مشاكل وازمات كالعراق ولبنان والسودان بدت مقتنعة بان الاولوية هي للقضية الفلسطينية.
القمة كانت مناسبة لتسوية بعض الخلافات العربية البينية فأين نجحت المصالحة واين اخفقت.
اللافت في قمة الرياض هو عودة الروح للعلاقات السعودية السورية. الطرفان كانا مهدا لذلك منذ عدة اسابيع وشهدت اروقة القمة لقاءين في اقل من 24 ساعة بين العاهل السعودي والرئيس الاسد قال الجانبان بعدها ان صفحة الخلاف بين البلدين طويت. عودة التنسيق بين محور »اس.اس« حسب وصف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ربما يساعد في حلحلة الازمة اللبنانية, تلا المصالحة السورية السعودية اعادة هندسة اضلاع المثلث السعودي المصري السوري »اس.ام.اس« والاختصار لنبيه بري ايضا.
وكان المحور الثلاثي قد تعرض لأزمة بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان وتصريحات الرئيس السوري عن »انصاف الرجال« وفي حينه حل الاردن مكان سورية ونشأ محور جديد عرف فيما بعد بدول الاعتدال العربي واصبح في وقت لاحق محورا رباعيا بعد انضمام الامارات العربية المتحدة اليه.
فهل تصمد الرباعية العربية بعد الاختراق السوري واعادة احياء المثلث »اس.ام اس«؟
الايام المقبلة ستكشف ان كانت المصالحة في الرياض عملا بروتوكوليا اقتضته اصول الضيافة السعودية ام اننا امام عودة حقيقية لمحور »عواصم القرار«.
الاردن من جهته مطمئن للعلاقة مع السعودية وهي العلاقة الاكثر رسوخا له مقارنة مع دول عربية اخرى, القاهرة هي التي ستقرر ان كانت صيغة »الرباعية« ستستمر بنفس الوتيرة ام انها مهددة بالتفكيك لصالح العلاقة القديمة مع دمشق والرياض.
كان متوقعا ان تمتد اجواء المصالحة التي شهدتها الرياض لتشمل العلاقة الاردنية السورية وترقبت الاوساط السياسية لقاء قمة اردني سوري غير ان ذلك لم يحدث ما يؤشر على ان الازمة الصامته بين البلدين مرشحة للاستمرار, الموقف الاردني من دمشق يشمل ايضا حليفها في لبنان الرئيس لحود. وتكريسا للموقف الداعم للحكومة اللبنانية شهدت القمة استقبال جلالة الملك لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة فيما استمرت المقاطعة للرئيس لحود.
التطور الابرز في الموقف الاردني لجهة العلاقة مع الحكومة الفلسطينية هو لقاء الملك مع رئيس الوزراء الفلسطيني »الحمساوي« اسماعيل هنيه الذي جاء »بصحبة« الرئيس محمود عباس.
ورغم محاولة المتحدث باسم الديوان الملكي في تصريحاته لوكالة فرنس برس التقليل من اهمية اللقاء عندما وصفه بالبروتوكولي الا ان الاستقبال بحد ذاته تطور هام يؤكد ما اعلن عند تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من استعداد اردني للتعامل مع هنيه.
فاستقبال الملك له يعد اشارة للمسؤولين في الحكومة لمباشرة الاتصال مع الحكومة الفلسطينية دون تمييز بين وزرائها. ولم يعد مستبعدا ان نرى هنيه في عمان قريبا.