الجماعات الارهابية اعداء الحياة
حسين الشرعة
03-07-2016 12:19 PM
المفاصلة في الدين والحدية في النقاش وصولا الى العدائية ليست في مصلحة الدين والتساؤلات التي تطرحها جماعات القتل والارهاب لتجنيد افرادها تنطلق من عدم الاعتداء على الاسلام ونشره في جميع ارجاء الارض باراقة الدماء، فالقتل سمة المنضويين في التنظيمات الارهابية مدعية الاسلام ، والاسلام منهم براء ، فهم اعداء الحياة.
التطرف اوجد حالة من الفوضى في كافة مناحي الحياة وحتى في تفسيرات النصوص الدينية التي في الاصل من اختصاص علماء الدين الذين يتوجب عليهم استنباط النصوص الشرعية من الكتاب والسنة التي ترفض القتل لتجلى الصورة الذهنية عن الاسلام كونه دين السماحة والاعتدال والوسطية وتعزيز ان الحياة في سبيل الله خير من الشهادة في سبيل الله .
المتطرفون يستبيحون دماء من خالفهم في فهمهم للنصوص الشرعية بعدما يكفرونهم، وقيادات التطرف الاسلامي لا يدركون ان الاسلام ترك الخيارات للجميع بعيدا عن السمع والطاعة التي لا تتماهي واعمال العقل، كما انهم لا يعون ان الجهاد في الاصل يعني البناء لا القتل.
ندرك ان الجماعات الارهابية في فهمها المحدود للدين الاسلام والنصوص الشرعية ، غير مقنعة لغالبية المجتمعات الاسلامية لما تقوم به من افعال شائنة ، ما يتوجب ايجاد صيغ لمواجهة الفكر الضلامي والمتطرف من خلال فكر اسلامي مستنير يحبذ الحياة ، لنعيش في حب الله ، ولا نموت في حب الله .
ورغم ان الاردن من الدول التي تنبهت لمخاطر الجماعات المتطرفة فعمدت في التاسع من تشرين الثاني 2004 من خلال البدء برسالة عمان وهدفت الى اعلان حقيقة الاسلام، وتنقية ما علق به مما ليس فيه، والأعمال التي تمثّله وتلك التي لا تمثّله وتوضح للعالم الحديث الطبيعة الحقيقية للإسلام وطبيعة الإسلام الحقيقي ، غير ان الاردن ضربه الارهاب واودى بحياة سبعة من قواته المسلحة واجهزته الامنية الشهر الماضي في منطقة الرقبان شمال شرقي المملكة ، الحالة هذه وان كانت مفجعة الا انها بينت رفض الشعب الاردني من شتى اصوله ومنابته للارهاب والقتل ووحدت الصف الداخلي خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني والقوات المسلحة والاجهزة الامنية المختلفة.
ونقول ان الارهاب ضرب الدول التي تمتلك امكانيات تكنولوجية هائلة ومتقدمة امنيا ، لانه ليس بمقدور الدولة" أي دولة " ان تمنع "مبتاعي الموت المجاني" وان كانت قادرة على تجفيف منابع الارهاب بالتنسيق امنيا مع الدول مصدرة الارهاب ومزيدا من الديمقراطية التي تستطيع ان تتماهي من الامن الوطني للدول وعدم السماح للافتاء الا من خلال علماء متخصصين في الدين الاسلامي وتنفيذ برامج دينية توعوية تؤكد على الحق في الحياة.