أجد سهولة ويسر في الكتابة والتعبير عن القضايا التي تتعلق بالاقتصاد والنواحي الاجتماعية وقد أقترب قليلاً من السياسة أما الدين فأجده من القضايا المتخصصة التي لها قدسية خاصة ويجب أن لا يتحدث فيه ألا من يملك الشواهد والادلة ويعرف كيف وأين يوظفها ويتقن أستخدامها.
الدين نور في القلب وطمأنينة للنفس البشرية، وهو ومضة من الايمان تزهر القلوب وتنير الدروب. الدين فيض من رحمة وهو الخلق والفضيلة.
يُخلق الله البشرعلى فطرة نقية طيبة جميلة لا تعرف الا الخير وللمحافظة عليها يتم تعليمهم اصول الدين والذي في طيه وجوهره يحمل الخلق والقيم السليمة والاخلاق النبيلة الطيبة التي توجه حياة الفرد نحو أوجه الخير. معظم أمور الحياة وكثير من التشريعات تنبع من الدين لذلك الدين هو طاقة ايمانية روحانية تملأ القلب والروح وقد حمله الانبياء والمرسلين عليهم اصدق الصلاة وأتم التسليم لينيروا به حياة البشر. فأتقنا كبشر احترام كل الديانات السماوية والانبياء والمرسلون صلوات الله عليهم اجمعين .
لم تكُن مشاكل حياتنا في يوماً من الايام بسبب الدين. المشكلة الحقيقية هم من يحاولون تشويه الدين واستخدام الدين لمآرب لا يعلم النوايا فيها الا الله. أن طرح الدراما التلفزيونية في رمضان للدين بهذا الزخم وبهذا الكم وبتلك الطريقة الغريبة العجيبة لهو حقاً أمرا يستحق الوقوف عليه وتحليله، فما قدمته الدراما التلفزيونية من مشاهد واستعراضات مبالغ بها وغير مدروسة للاسف بما يكفي هو امراً غير مقبول. ليس الدين ملبس ولا مظهر بل هو جوهر وقيم وأخلاق ويقين وتصديق داخلي وهو حالة روحانية تضفي على حياة البشر الكثير من الهدى والهدوء والخير.
أن البعد عن الدين وهجره نحو لهو ومتاع الدنيا لهو المشكلة الحقيقة وهو الامر الغريب والاعجب في هذا الزمان أن يهاجم أرسال الاطفال الى دور تعليم القرآن، وكثرة وجود المستعدون لتقديم الاجتهادات الدينية المتنوعة حد الاختلاف الذي قد يتوه به المرء احياناً.
لا يطلب من البشر أن يكونوا ملائكة لكن عليهم أن لا يتحولوا الى شياطين كاره ومعادية للدين. موضوع الدين حساس طرحة ونقاشه والاقتراب منه يحتاج الى عظيم المعرفة بتفاصيله كما يحتاج الى بشر تتقن تهدئة النفوس ونشر النور واليقين.
الدين ليس طقوس وأثواب بل هو منهج وأسلوب حياة قائم على الرحمة والعدل والحق والصدق وتوازن بين الدين والدنيا.
واخيراً أهمسُ رسالة صغيرة علا قدرة الله ورب السماوات العلا تنشرها حقاً وايمانناً ويقيناً: لا تعزفوا على وتر الدين لمآرب لا علاقة لدين بها. الدين المحبة والسلام والرحمة وبورك من أتى الله بقلب سليم.
A_altaher68@hotmail.com[