ربما التفاصيل الصغيرة كانت المحور اللافت للانتباه في هذه الأيام حين يتوجه المسلمون على نفس المركب في رحلة رمضانية تعبدية واجتماعية تهيمن عليها صلاة التراويح والقطايف والصدقات والافطارات العائلية بالرغم من وجود اشياء ناقصة واشياء حزينة لدى كل فرد إلا أن الفرحة الرمضانية لها حضور قوي.
لا زلت اشعر بأنه ينقصني الكثير من المفاهيم والألوان لأمتلك رؤيا كافية لأرسم الفرق و الحدود بين التعبد والنمطية والانسانية، قد تكون فكرة جيدة ان اجمع الالوان من عيون الصائمين وعشوائية الطرق قبل الغروب بدقائق.
ربما الفتاة الصغيرة ذكرى كانت تعرف اكثر مني أين تتواجد درجات الواني التي ابحث عنها فذكرى تجول كل يوم في كل شارع يرسلونها اليه لتبيع دفاتر التلوين بقروش رمزية ربما وبالكاد تكفيها لشراء حبة قطايف وكأس تمر هندي كمكافأة بعد ان تكون قد تناولت افطارا لا احد يعلم ماهو فهي تجول بنظرات تخترق تفكير الجالس وراء مقعد والمتجول امام المتاجر لكنني لم أعلم من تلك السيدة التي كانت تتحدث اليها بصفة الام أو المربية او ربما صاحبة العمل، لم استطع التمييز لكنني لمست انها تحاول أن تسلب الهدايا المجانية التي حصلت عليها تلك الطفلة الفقيرة من الناس بدافع الشفقة اثناء جولتها في الأسواق راجية بيع دفاتر التلوين الغبية في ايام رمضان الحارة، لم أجد مبرر لأن يبيع طفل السعادة والالوان لطفل آخر، ربما الإجابة المستنتجة كانت من الأشياء الحزينة في رمضان، كنت اراقبها بعين العاجز فهي تذكرني بأن كل شخص له معاناة ولديه جزء حزين بالرغم من البهجة الرمضانية وكنت أقول لنفسي لو تجولت مع ذكرى وجلست لأتناول طعام الافطار على الرصيف وتكلمت مع الغرباء راجية بيع دفاتر التلوين واشتريت الحلوى الرمضانية بعدها وتحدثت مع تلك السيدة الغاضبة التي تحاول سلب هداياي ووقفت أمام المتجر أحدق بالأشياء الجميلة التي تعجبني ولا أستطيع شراءها ... كنت اقول لنفسي ربما في ذلك اليوم كنت سأرسم الكثير.....