المعايطة يكتب: الثقة بمفاصل الدولة مستهدفة!
سميح المعايطة
02-07-2016 11:18 AM
حين يكون الفشل باستهداف الدولة ككيان وتحويلها الى جسد مفكك متخم بالفوضى الأمنية او السياسية او العسكرية يكون الجهد مركزا على استهداف المؤسسات التي تمثل في يقين الناس مصدر الأمان والثقة، اي المؤسسات التي يرى فيها الناس الملجأ والحصانة والملاذ حين يبحث الناس عن الخلاص من المشكلات الكبرى والاستهداف الذي يمكن ان يودي بالدولة وامانها واستقرارها وحق الناس في الحياة الطبيعية.
وهذا الاستهداف لثقة الناس بهذه المؤسسات لا يكون بسلاح القوة والنار بل برسم صورة فيها الكثير من الضعف او الثغرات في الاداء او السلوك او الانتماء او القدرة، ويتم هذا من خلال تعمد القيام ببعض الاعمال ضد هذه المؤسسات وان يكون تفسير وتحليل هذه الاحداث باتجاه تكريس صورة رديئة لهذه المؤسسات واضعاف مكانتها في اذهان الناس, وهذا المسار خطير جدا لأن الناس قد تحتمل تفسيرا لأحداث تهز الثقة بشخص او حتى بمؤسسات عادية التأثير، لكن ماذا يكون الحال عندما تهتز الثقة بمؤسسات هي في نظر الناس الملاذ الأخير لهم جميعا حين تكون الدولة في مرحلة استهداف او تواجه اخطارا او يكيد لها الخصوم او ينقلب عليها بعض ابنائها.
واذا كان اعداء اي دولة نتوقع منهم فعل اي شيء لهزيمتها او اضعافها، فان واجب الناس ألا تفتح قلوبها واذانها لتفسيرات وتحليلات تمس في نهاية الأمر الثقة بالمؤسسات المفصلية، وان ندرك اننا جميعا لسنا ملائكة بل بشر نمارس حياتنا مثل اي بشر، لكن مقياس الجودة ليس في غياب الخطأ بل في قدرة كل مؤسسة او فرد على معالجة الخطأ ومعاقبة من يتجاوز، لأن هذا الامر يعني ان المؤسسة قوية.
وحتى يتكامل الجهد الايجابي فان كل من يمنحه وطنه شرف ان يكون على مكانة رفيعة او في مؤسسة مفصلية مهما كان دورها فان عليه واجب المحافظة على مكانة مؤسسته في اذهان الناس، وان يؤدي ما عليه لرفع مستوى ثقة الناس بالمؤسسات التي تمثل الملاذ والملجأ للناس وليس العكس.
نحن في زمن نصبح ونحن نرى دولا قائمة ونمسي وقد اصابها الضعف او دخلت في مسارات الفوضى، فالواجب ان يكون الحذر شاملا وعميقا.