إيجابيات الاعمال البربرية
هشام الخلايلة
02-07-2016 11:02 AM
لا شك أن الاعتداءات الآثمة الاخيرة على كوكبة من جنود الوطن لها تأثيراتها على الوضع الأمني والاجتماعي والاقتصادي، ولكن إيجابيات هذه الاعمال البربرية اكثر من سلبياتها، ففي اردننا المحبوب هنالك البعض ممن يدعم بصمت ما يسمى بالحركات الجهادية دون تمييز بين من يقوم بمحاربة العدو او من لها اجندات مخفية كقلب أنظمة الحكم او احداث الفوضى او استعباد الناس تحت مسميات دينية كثيرة بهدف الوصول لاهداف سياسية مرسومة من دول أخرى.
ولكن بعد هذه الاعمال التخريبية الاخيرة، اتضح للجميع الصورة المقيتة للارهاب الأعمى والذي لا يميزُ بين من يقوم بتقديم يد العون والمساعده للاشقاء السوريين وبين من يلقي عليهم البراميل المتفجرة. وهذا بحد ذاته انتصار كبير للشهداء والذين كانوا قرباناً لتصحيح سوء الفهم لمن كان يعتقد أن تلك المجموعات كانت تقاتل في سبيل الله.
الجهاد فريضةٌ فرضها الله سبحانه وتعالى، ولكن جهادنا كمسلمين ليس كجهاد من خالفونا، فالمسلمون لديهم قواعد اشتباك، ولديهم محذورات وممنوعات، فلا يجوز قتل الأطفال او النساء، ولا الشيوخ المسنين، ولا الرهبان الذين يتعبدون في صوامعهم، ولا يجوز قتل الدواب الا لطعام، ولا قطع شجرة الا لحاجة، وغيره الكثير من المسلمات في ديننا الحنيف، فكيف إذاً بمن يقوم بقتل نفسا مؤمنة؟!
إن المسلمين هم اكثر ضحايا الاٍرهاب المتطرف في العالم، وتعاني الدول العربية والإسلامية من ما يسمى بالخلايا النائمة والتي تعمل بنظام الريموت كنترول عندما تأتيها الأوامر من صاحب الولاية للقيام بعمليات يكون في الأغلب ضحاياها من المدنيين العزل، ورغم ذلك تبرر تلك التنظيمات قتل المدنيين (بالضروره لدحر العدو) وهذا كله تبرير لجرائمهم ورغباتهم في القتل.
من اجل ذلك، نحتاج الى صحوة إسلامية ليس في الاْردن فقط ولكن في العالم الاسلامي اجمع لان ما حدث وما يزال يحدث يدعوا للأسف والشفقة على ما يحدث للمسلمين، فبدلاً من مقاتلة أعداء هذه الأمة، تقوم هذه المجموعات الموتورة والموهومة بتكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأعراضهم واموالهم بحجج وبراهين لا يمكن تطبيقها على وقتنا الحاضر.
وبناء على ذلك هناك واجب ملقى على عاتق الدولة الاردنية للإيعاز للجهات المعنية في الاْردن من وزارات، مؤسسات، مراكز و مساجد بعمل برامج و محاضرات عامة واجتماعات لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام، والقيام بكشف زيف التكفريين وكذبهم على الله ورسوله لان اهدافهم وإن كان ظاهرها رحمة فأن في باطنها الفتنة والفوضى بغرض تحقيق أهداف سياسية او مالية، ولذلك، يجب الحرص على استمرار هذه البرامج والمحاضرات لفترة معقولة وبعد ذلك تقوم الجهة المعنية بتقييم مدى نجاح تلك البرامج من خلال عمل مجموعة عمل تقوم بتحليل واستبيان مدى فهم العوام للإسلام المتطرف والمعتدل حتى نضمن إستنارة عقول الناس مما سيعود بالفائدة على الوطن والمواطن.
اللهم اهدي أمتنا الى الحق والعمل به، واحمي اللهم اردننا المحبوب من كل مكروه.
* خبير فُض نزاعات/ استراليا