لقد استدل العرب سابقاً بالنجوم التي أقسم بها الباري جل في علاه في مواضع عدة
"والنجم إذا هوى"، "والنجم الثاقب"، "والنجم والشجر يسجدان"
ومجازاً أوحى الدكتور العروبي هاني اخو رشيدة الاستاذ بجامعة آل البيت بمقاله الذي نشره موقع "عمون" قبل أيام بعنوان "صفية السهيل" الذي لم يخل من الإطراء الهادف حين ساق مفردة "نجم" بعد لقائه بها في احدى المناسبات الرمضانية ؛ لكن وللإنصاف لم يخل المقال ايضاً من الحقائق التاريخية لمواقف والدها الشيخ طالب السهيل رحمه الله؛ إلا ان الأصل في الواجب الوطني باستلام المسؤولية هو التكليف لا التشريف، لذا لابد للمسؤول ان يضع نصب عينيه خدمة الوطن والمواطن اولاً ومن ثم الحسابات الأخرى ثانياً،
ومن المعلوم اذا تم اختيارك لتكون سفيراً لبلدك فهذا يعني انك تتمتع بدرجة عالية من المسؤولية التي أهلتك لتشغل ذلك المنصب وتبحث عن سُبل تحقيق النجاح لتحسين العلاقة بين الدولة ورعاياها المغتربين من جهة؛ وبين الدولة والدولة المستضيفة من جهة اخرى؛
فلم يعد المغترب ينتظر من سفارته الخدمات القنصلية فقط ؛ ولا دعوته لحضور فعاليات وملتقيات اجتماعية ؛ فالمواطن المغترب بحاجة لأن يشعر بقرب السفارة وسفيرها الى قلبه من خلال مواقفها معه لا مع الحكومة فقط ، فالعلاقة يجب ان تكون متناغمة وذلك لتنمية الولاء لوطنه الذي غاب عنه لظروف قاهره قد عاشها السفير ذاته في أغلب الأحيان قبل ان يكون سفيراً لبلده؛ فخاصية الاغتراب ميزة حقيقية ودبلوماسية تضاف لسيرة السفير الذاتية شرط ان يحسّن ترجمتها على ارض الواقع بخدمة ابناء شعبه بعد ان اصبح مسؤولا عنهم في المهجر ؛
ومن وجهة نظرنا القاصرة فان أولى علامات النجاح في عمل السفير هو إيجاد رابط حقيقي يجعل المغترب يشعر بأن السفارة هي بيته الحقيقي ووطنه القريب البعيد ؛ ثم بعد ذلك ينشط في تحسين العلاقات بين البلدين على مستوى العمل الدبلوماسي ويصلح ما افسده الغير لخدمة البلدين الشقيقين ؛ فالمملكة الاردنية الهاشمية هي مضافة لكل العرب وتستحق ان تكون علاقتها مفخرة ومحط احترام ، لا مجاملة فيها بتصدير الكلام ،
وبما ان المغترب له حقوق وواجبات وجدنا من المروءة ان نبدأ بالواجبات وفي مقدمتها خدمة الوطن وتمتين علاقة السفارة والسفير مع ابناء الجالية والمستضيفين لتحسين العلاقة بين البلدين ؛
لذا على السفارة ان تلفت أنظارها للمقترحات التنويرية المستقاة من الواقعية والموضوعية لتكون الرؤى واضحة في تحسين الخدمة للوطن والمواطن وهذا ليس بغائب عن سعادة السفير صفية السهيل التي يطمح ابناء الجالية العراقية في الاردن ان يستدلوا بمنصبها لابشخصها كما استدل الأوائل بنجم سهيل ، وما إدامة التواصل بين الراعي والرعية إلا اداة لتطوير عمل السفارة التي يُفترض ان تكون أبوابها مُشرعة لكل اصحاب المبادرات التنويرية لخدمة البلدين الشقيقين .