احب قرأة ومتابعتة كل ما يتم كتابته في الصحف والمواقع الالكترونية. في هذه الفتره ارى بعض المقالات والكتابات التي تنشر ترتدي ثوب الحزن والاحباط رغم أن الاردنيين من أكثر الشعوب التي تتقن فهم معنى كلمة التضحية ومعنى حب الوطن.
احداث صعبة متلاحقة مرت في الأونة الاخيرة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو حتى الاجتماعى ظروف ثقيلة متلاحقة تحتاج أن يستجمع كل فرد أيمانه وصبره أكثر من اي شيء أخر. نحن بحاجة اليوم لعبارات من نور تلهم أرواحنا للخير واليقين مثل عبارة لا تقل بلسانك الا معروفاً ولا تبسط يدك الا الى الخير. وهل هناك أجمل من نصائح الدين لتهدأ الارواح والنفوس. طيب النوايا في الزمن الصعب والوقت العصيب ثروة كبيره. نحن بحاجة لكثير من الحكمة والهدوء وطيب النوايا. نحن بحاجة الى اليقين بأن من حسن أيمان المرء صبره على الظروف.
أحداث مؤلمة مرت تحمل الحزن على استشهاد الجنود خلال أداء الوجب نتيجه لإرهاب غادر صفيق، ذاك قدر الله وأمره وبإرادة وقوة الجيش ومخلصين الوطن ومن اتقنوا معنى كلمة التضحية يتم السيطرة عليه.
أما الانتحار والمشاجرات، وحرق ونار تضرم وقصص غريبة على مجتمعنا وأيماننا وديينا فذاك ما لا ندرك كنهه. كانت نيراننا لا توقد غضباً ألا على الاعداء. ما الذي اصاب البشر هل لقمة العيش تستحق أن نحرق ونثير العجاج أو تستحق أن نزهق ارواحنا من اجلها. يؤلمنا أن نسمع عن قصص الانتحار والشجارات وأشتعال النيران من أجل لقمة العيش نريد للنار أن لا تضرم ألا من أجل موائد الفرح والكرم، لا نريدها أن تحرق قلوبنا.
النار في طيب حياتنا وأنسانيتنا لم تكن توقد الا لتغلي قهوة الكرم ولتقدم مائدة الطيبة والخير ولتحتفل بالفرح.
الوضع الاقتصادي الصعب بات كالشبح يثير الفزع ، والحكومة الجديدة جاءت بحماسها عازمة على ايجاد الحلول اللازمة لتقليل العجز وتخفيض المديونية وتقليص الفقر ومعدل البطالة .ومن أجل الاصلاح الاقتصادي المنشود تم الاعلان عن قائمة من السلع التي تم رفع اسعارها ربما لا يوجد شيء من هذه السلع يمكن استيعاب أو أيجاد مبرر لرفع أسعاره ألا الدخان والمشروبات الروحية والسبب أن ضررها على صحة البشر يفوق نفعها وأن الرفع قد يؤدي الى تخفيض استخدامها مما يحل مشاكل اخرى عدة. لذا أجده أفضل قرار أتخذ .
أما الرفع الذي طال بقية السلع والخدمات فأجده يضع المواطن الذي عانى من الظروف الصعبة في وضع أكثر صعوبة وأعتقد أن حل المشاكل الاقتصادية بتحميل جيب المواطن مزيد من العبيء بات أمراً غير مقبول. اتمنى أن يتم عمل دراسة ونشر أرقام جديدة عن عدد السيارات التي لم يتم ترخيصها هذا العام من قبل المواطنين وأراهن أن ان السبب هو ضيق ذات اليد. ظروف المواطن الاقتصادية صعبة والمبالغة في الاستعجال والحماس لحل المشاكل قد يولد مشاكل أصعب منها.
كمتخصصة بالادارة والاقتصاد ومتتبعه للمقالات والدراسات التي تناقش تجارب البلدان المختلفة في حل مشاكل ارتفاع المديونية والعجز وضعف النمو اجد معظم الحلول كانت تركز في مجملها على خفض تكاليف التشغيل في القطاع العام أو فرض ضرائب على دخول مرتفعة جداً وسلع غير ضرورية لمعيشة المواطن، ومن جهة اخرى جذب الاستثمارات المولده للعائدات والتي توفر فرص عمل.
لابد من مزيد من الدراسات العلمية المناسبة للظروف والمتغيرات الدقيقة وكل تغير جديد أو قرار نتوقع ونبقى نأمل أن يجلب الخير وينجح في حل المشاكل وتخطي العراقيل دون أثقال المواطن بعبيء اضافي.
فلنفكر بكل مواطن صالح بسيط يطمح للعيش بخير ، وبالاجيال الجديدة الواعدة التي نطمح أن يزدهر بهم الوطن وأن تكون من عناصر بناءه وتعميره ليزيد اشراقا بها. حمى الله كل نوايا الخير ومن يحملوها فهم اغلى ما يملك هذا الوطن.
A_altaher682hotmail.com