حتى اذا انهارت داعش في الموصل والرقة وغيرها، فان توقع الاستراتيجيين الأميركيين انها ستبقى فاعلة في المنطقة والعالم مدة سبعة عشر عاماً اخرى.. لكن تحت الارض!!. فالفكر المتطرف لا يعبر عن نفسه عسكرياً فقط، ولولا لؤم المالكي ولؤم التخطيط الايراني المذهبي في تسليم اسلحة ثلاث فرق من الجيش العراقي، واتاحت الفرصة لداعش للاستيلاء عليها، وعلى خزائن البنك المركزي في الموصل لبقيت داعش تجوب الصحراء، وتختبئ داخل المدن المختلطة في العراق ولاكتفت بما تمارسه الآن في بغداد وسامراء ومدن الشيعة القريبة .
ولولا حماقة بشار الاسد، في قمعه لطلاب درعا لما استطاع الفرع المتطرف من اخوان سوريا التحالف مع اردوغان، وجرِّ الاحتجاج المدني السوري الى مأساة حمل السلاح، والى هذا التذابح المرعب.
داعش حالة نجح تنظيم البغدادي ركوبها من الموصل والرقة لتصل الى اكثر من قارة، فلا علاقة تنظيمية بين بوكوحرام النيجيرية، ودولة الخلافة البغدادية. ولا علاقة لارهابيي تونس والجزائر ومالي وشمال سيناء بها فيما عدا اعلانات الولاء لها من خلال اجهزة الاعلام.. وكذلك الحال مع ارهابيي اوروبا .
هناك من يعتقد ان الاشهر الخمسة القادمة يمكن ان تشهد نهاية داعش العسكرية في الموصل والرقة. لكن مع ذلك ستبقى داعش في اسطنبول، وعلى حدود لبنان والاردن والعراق مع سوريا، وستبقى في مصر وتونس وليبيا واليمن، وستتغذى على سياسات إيران المذهبية واستعداء شيعة العرب على سنتهم. وستكون داعش «حامي السُنّة» في هذا العراك الارهابي الذي دمر كيانات الوطن السياسية، ودمر قواها الفكرية الحيَّة، وحوّلت آلافاً من أبنائها الى قوة ظلامية اشبه بآلات للقتل، وإلا فكيف نرى ما يجري من قتل الناس لأمهاتهم وآبائهم لأنهم «خرجوا عن الدين» وقتل ابنائهم وبناتهم لأنهم صاروا عبئاً عليهم.
سيبقى الوطن أعواماً طويلة يعاني مع داعش، ومع حثالات التشيع السياسي الايراني. فهذه حالات لا علاقة لها بالدين، ولا بثقافة الدولة الحديثة وانما هي احتجاج شاذ تموله عقول وعقائد مريضة على حساب رفاهية الوطن، وحياة أبنائه .
الراي