أسعدُ الأيّام .. تخرخ ذوقان الهنداوي
29-06-2016 11:21 PM
الحمد لله أولاً وآخراً والذي بنعمتِهِ تتمُّ الصالحات… يفيضُ علينا جلَّ جلالُهُ ويغمرُنا بنعمِهِ أكثرَ بكثيرٍ مما نستحق… صحةٌ وعافية… نجاحٌ في العمل… رزق من حيث لا يحتسب… صداقة صدوقة… لقاءُ عزيزٍ بَعدَ بُعد… وغيرُها كثير…
إلا أنَّ أسعدَها وأجمَلًها وأقرَبَها لقلبِ المرءِ تتأتّى بنجاحِ فلذة الكبد… مشاعرُ جياشةٌ… تمتزجُ فيها أحاسيسُ الحبِّ والفخارِ والإعتزازِ وتختلطُ بالشعورِ الغامرِ بالرّضى والإنجاز… لتنصهرَ جميعُها في بوتقةٍ واحدةٍ فتجّسدَ المعنى الحقيقيَّ للسعادة…
إلى مهجتي وروحي وفؤادي… إلى مصدرَ فخري واعتزازي… أعشتَني اليومَ أجملَ وأسعدَ أيامَ حياتي… دونَ منازع… حَلِمتَ… ومضيتَ في تحقيق حُلُمِك… مثابرتُكَ كانت سرَّ نجاحك… وإصرارُكَ كان سرَّ تفوقك… وصبرُك سرُ تميزك… مَرَرتَ بمحطّاتٍ مرهقةٍ ومضنيةٍ كثيرة… ولكنَّكَ بإرادتِكَ الصلبةِ وإصرارِكَ ومثابرتِكَ وعزيمتِكَ وصبرِكَ تجاوزتَها جميعا بكل تفوّقٍ وتميز…
تخرّجتَ اليومَ من الجامعة الأميز والأعرق في العالم، جامعةُ كامبريدج، في الاقتصاد (Land Economy)، وتسلّمتَ شهادتِكَ الجامعيةِ الأولى مع مرتبة الشرف (First Distinction)… ليتم إدراج اسمك على لائحة الشرف لرئيس الجامعة للطلبة المتفوقين… إستكملتَ متطلباتِ التخرّجِ لدرجة الماجستير في نفس التخصص، ولتفوّقِكَ وتميّزِكّ الأكاديمي، تبتعِثُك الجامعةُ لتبدأ دراسةَ الماجستير الثاني فيها في “التمويل العقاري” العام القادم…
نجاحُكَ الباهرِ يا بني جعلني أزهوَ وأعيشَ بسعادةٍ غامرةٍ لم أعشها من قبل، وأعتقد جازما بأنّي لن أعيشَها من بعد… وصلتَ للقمّةِ باستلامِكَ شهادتك، وأوصلتَني معكَ إيّاها يا قصةَ نجاحي…
في غمضةِ عينٍ مرّت الأيامُ… بالأمسِ كنتُ أداعِبُكَ صغيراً… أحمِلُكَ بين ذراعي.. ألاعِبُكَ… أرميكَ عالياً في السماءِ لأعودَ فألتقِطُك، وأنتَ فرحٌ وسعيدٌ وضاحك… لوثوقِكَ دوماَ بأنّي سألتقِطُك… كأنّما انعكسَت الآيةُ اليومَ… فأنتَ من رميتني بنجاحِكَ الباهرِ عالياً في السماء لأُعانِقَ السُحُبَ وألامِسُها فأعودَ لأحضنكَ وأنا فرحٌ وسعيدٌ وضاحكٌ لوثوقي دوماَ بتميّزِكَ وتفوّقِك…
في مثلِ هذا اليومِ الأسعدِ والأبهى لا بدّ لي من أن أستذكرَ من كانَ له الفضلُ بعدَ اللهِ في نجاحي ونجاحِك… رحمَ اللهُ من اصطَحَبَكَ في يومِ دراستِكَ الأوّلِ للمدرسة… من كانَ يُتابعُ ويُشرفُ على دراستِكَ وتفوّقكَ يوماً بيوم… لو كانَ من تحملُ اسمهُ بيننا اليومَ، لكانَ أسعَدَنا بك… وأكثرَنا زهواً وفخراً واعتزازا…
أدامَك الله وحفظَكَ من كل مكروهٍ يا أغلى الناس… داعياً الله عزّ وجل بأن يوفقَكَ وينيرَ على طريقِ الخيرِ والفلاحِ دربك…
ذوقان أحمد ذوقان سالم الهنداوي… ألف مبروك….
أبوك المحب