ماذا ينتظر "داعش" وتركيا بعد اعتداء اسطنبول؟ (اسئلة)
29-06-2016 08:50 PM
وجهت السلطات التركية بعد اعتداءات مطار اتاتورك اصابع الاتهام الى تنظيم الدولة الاسلامية على رغم عدم تبني الاخير لها، من دون ان تحمل المتمردين الاكراد الذين تعدهم عدوها الاساسي المسؤولية.
ولطالما اتُهمت تركيا بغض النظر عن تحركات الجهاديين على حدودها التي تعتبر بوابة دخول المقاتلين الاجانب الى سوريا، في حين تنفي انقرة اي علاقة بتنظيم الدولة الاسلامية الذي صنفته "ارهابيا"، كما انضمت في آب/اغسطس العام 2015 الى التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد هذا التنظيم المتطرف.
- ما هي سياسة انقرة تجاه تنظيم الدولة الاسلامية؟
لطالما اعتمد تنظيم الدولة الاسلامية على الحدود التركية لنقل المقاتلين والمعدات الى مناطق سيطرته في سوريا حيث يقاتل قوات النظام والفصائل المعارضة والاسلامية وحتى جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، على السواء. كما يخوض اشرس المعارك في مواجهة وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها انقرة بـ"الارهابية".
ومنذ بداية النزاع في سوريا في العام 2011، وقفت تركيا ورئيسها الاسلامي رجب طيب اردوغان الى جانب المعارضة المطالبة باسقاط نظام حليفه السابق بشار الاسد، ودعمت لاحقا الفصائل المعارضة المسلحة.
من جهتها، تتهم دمشق انقرة بدعم "الارهابيين" عبر ابقاء الحدود مفتوحة امامهم لاستقدام التعزيزات الى سوريا.
وفي نهاية العام 2015 دعت الامم المتحدة تركيا الى ان تكافح "بشكل كامل وملموس" تهريب النفط والآثار من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وفي حزيران/يونيو 2014 اكد النائب في المعارضة التركية علي اديب اوغلو ان الجهاديين باعوا بقيمة 800 مليون دولار النفط الخام في تركيا.
- لماذا تغيرت سياسة انقرة؟
تشارك تركيا منذ اب/اغسطس العام 2015 في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، والذي تمكن الى جانب القصف الروسي من خفض عائدات الجهاديين الناتجة من تهريب النفط.
كذلك كثفت قوات الشرطة التركية العام الماضي عمليات تفكيك الخلايا الجهادية على اراضيها بعد ثلاثة اعتداءات دامية نسبت الى تنظيم الدولة الاسلامية بينها الاعتداء الذي استهدف محطة القطارات الرئيسية في انقرة في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر وادى الى سقوط 103 قتلى.
كما تحسن تبادل المعلومات الامنية بين تركيا والخارج بعدما كان معدوما لفترة طويلة.
وتقول انقرة منذ اشهر انها تستهدف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية من الجهة السورية للحدود.
ويقول ارون شتاين الخبير في الشؤون التركية في مركز رفيق الحريري في مؤسسة "اتلانتيك كاونسل" لفرانس برس "الغريب ان تنظيم الدولة الاسلامية يتهم تركيا ودولا اخرى بدعم وحدات حماية الشعب الكردية بعد خسارته مناطق تقع على الحدود السورية التركية منذ معركة كوباني" التي طرد المقاتلون الاكراد الجهاديين منها في كانون الثاني/يناير 2015.
ومنذ ذلك الحين، وفق شتاين، "نقل تنظيم الدولة الاسلامية المعركة الى تركيا عبر مهاجمة اهداف كردية، قبل ان يتحول الى اهداف اقتصادية".
- لماذا تتهم انقرة تنظيم الدولة الاسلامية؟
تشهد تركيا منذ صيف العام 2015 موجة اعتداءات دامية، عادة ما يتبناها حزب العمال الكردستاني في حين لم يتبن تنظيم الدولة الاسلامية ايا منها رغم اتهام انقرة له مرات عدة.
واعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بعد اعتداء اسطنبول الثلاثاء ان "الأدلة تشير إلى داعش".
وبحسب مركز "صوفان" للدراسات فان "تركيا باتت هدفا رئيسيا لتنظيم الدولة الاسلامية العام الماضي، وقد جرى ذكرها مرات عدة في مجلة دابق الصادرة باللغة الانكليزية عن التنظيم، كما وضعت صورة اردوغان على غلاف العدد 11 من المجلة".
وتظن تركيا ايضا ان تنظيم الدولة الاسلامية يضرب قطاع السياحة لديها والتي تصل عائداته الى 30 مليار دولار سنويا.
ويقول ايغي سيجكين من مركز "اي اتش اس" للدراسات "من المرجح ان يكون تنظيم الدولة الاسلامية نفذ الاعتداء لتقويض الاقتصاد التركي عبر استهداف المطار قبل موسم السياحة في الصيف".
وقد يكون الهدف، على قوله، "الضغط على تركيا لمنع القوات الكردية والنظام السوري من اقفال آخر طريق امداد للتنظيم الى تركيا في شمال سوريا".
- لماذا لا يتبنى تنظيم الدولة الاسلامية الاعتداءات؟
عادة ما يتبنى تنظيم الدولة الاسلامية هجمات مماثلة بل يستفيض في شرح التفاصيل وتقديمه للانتحاريين الذين نفذوها، كما حصل في اعتداءات باريس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وبروكسل في آذار/مارس.
ويرى الخبير في الشؤون الجهادية رومان كاييه ان "تنظيم الدولة الاسلامية لم يتبن يوما بشكل علني اي اعتداء على الاراضي التركية تفاديا للدخول في حرب شاملة، فهو لا يزال يأمل بالحصول على مكتسبات من السلطات التركية".
- هل تختار تركيا الحرب الشاملة ضد الجهاديين؟
في حال كان تنظيم الدولة الاسلامية يقف فعلا خلف اعتداء مطار اتاتورك، فان ذلك سيكون بمثابة تصعيد مهم للجهاديين تجاه تركيا.
ويقول سونير جاكابتاي رئيس قسم الدراسات التركية في معهد واشنطن "اتسمت العلاقة بين تنظيم الدولة الاسلامية وتركيا منذ فترة طويلة بما يشبه الحرب الباردة".
ولكن في حال كان تنظيم الدولة الاسلامية هو المسؤول عن الاعتداء "فسيكون ذلك بمثابة اعلان حرب، وسينزل العقاب التركي كالمطر على تنظيم الدولة الاسلامية"، وفق جاكابتاي.
ويؤكد كاييه بدوره انه "حتى الآن نسبت الى تنظيم الدولة الاسلامية الاعتداءات التي استهدفت متظاهرين موالين للاكراد او سياحا اجانب، وكان الهدف منها الضغط على اردوغان كي لا يشارك بفاعلية في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية. ولكن اذا كان التنظيم يقف خلف الاعتداء الاخير، فاننا سندخل مرحلة جديدة". (أ ف ب) .