لقد هز الهجوم الغادر على مجموعة الدعم والحراسة لأحد مخيمات اللاجئين السوريين مشاعر الاردنيين والعالم اجمع لان هؤلاء الضحايا كانوا يقدمون خدمات الحماية والطبابة وتنسيق الخدمات الصحية والغذائية للاجئين، فبأي شرع او قانون او ديانة يستباح دم هؤلاء الأبرياء؟! وكيف اصبح قتل الابرياء بطولة؟!
ولمن لا يعلم بالواجبات الموكولة الى تلك الوحدة التي اغتيلت ، فهي تقوم باستقبال اللاجئين السوريين وتقديم العون والمساعدة لهم، وبالمقام الاول حمايتهم من النظام السوري الدموي والارهابيين.
ولا عجب أن هؤلاء المارقين على الدين والمتفلسفين على العلماء يبررون قتل المسلمين بحجج وبراهين لا حصر لها فهم من أباح قتل علي بن ابي طالب والصحابة رغم حبهم الشديد له، انهم خوارج هذا العصر والذين استباحوا الدماء والاموال والأعراض، وقد أدانتهم المرجعيات الجهادية في العالم وعلى رأسهم منظر السلفية الجهادية في العالم ابو محمد المقدسي والشيخ ابو قتادة والذي وصفهم بكلاب النار.
أن مثل هذه الهجمات الجبانة تصب في خانة النظام السوري والذي أستطاع رغم بشاعة الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها كل يوم من استثمار وحشية الاٍرهاب الأعمى في إطالة عمره ومنع اتفاق العالم على الإطاحة به، وبالتالي فلم يقم هذا الاٍرهاب بتقديم اي عون الى الشعب السوري الا بأعادة تسويق النظام السوري كمحارب للارهاب والشعب السوري هو الذي يدفع الثمن كل يوم من دمه.
الاردنيون جميعاً يقفون صفاً واحداً في مواجهة الاٍرهاب والتطرف، والجرائم التي ارتكبتها تلك التنظيمات الإرهابية لن تزيد الاردنيين الا تماسكاً، وكل أردني يعتبر من الان جندي من جنود الوطن وسيندحر أعداء هذا الوطن الشامخ ولن تنفعهم تبريراتهم ولا فتاويهم امام الله سبحانه وتعالى لأن الله حرم قتل النفس الا بالحق، وهو سبحانه جعل من يقتل نفساً مؤمنةً بغير حق كمن قتل الناس جميعاً، فماذا سيكون رد هؤلاء الموهومين المضلليين امام المولى عز وجل؟ وماذا سيقولون لزوجات وأبناء الشهداء؟ انه العمى الديني الذي أصيب به مجموعات قامت بتكفير كل من يخالفهم، واستباحت دمائهم، ولو ناظرت احدهم في الدين لانصدمت بسبب ضحالة معرفتهم وقلة علمهم، وكأنهم قد أخذوا من القرآن والسنة الشريفة ما يناسب ميولهم وأهدافهم ونسوا او تناسوا ما يمنعهم من التكفير او استباحة دماء المسلمين.
حمى الله اردننا المحبوب من كل مكروه، ولا عاشت اعين الجبناء.
* خبير فُض نزاعات / استراليا