تعلمنا سابقا أنه كان مكتوبا على واجهة الكنيست الإسرائيلية, عبارة تقول :"حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ",أي أنها حدّدت حدودها, رغم انها وحتى يومنا هذا لا تمتلك دستورا يشير أنها دولة كباقي الدول, وتصر أن تبقى كيانا يسعى إلى إعتناق اليهودية مجددا .
ورغم هذا الشعار إلا أنها رفضت ترسيم حدودها مع الدول العربية المعنية رغم المعاهدات والاتفاقيات الموقعة التي لم يلتزم بها سوى الطرف العربي الذي وقعها, وقد رفضت رفضا قاطعا تنفيذ ما وقعت عليه مع قيادة منظمة التحرير التي حشرت في زاوية أجبرتها على التوقيع مع مستدمرة إسرائيل.
كنا نستغرب كيف لمستدمرة إسرائيل الخزرية أن تتمدد ما بين نهري الفرات "العراق " والنيل "مصر ", ولم نكن نعلم أن يهود بحر الخزر جادون في تنفيذ اطماعهم, وتحقيق حلمهم ولم لا, وهم الذين دقوا اوتادهم في افقليم منذ العام 1916, ومن ثم نصبوا خيمتهم فوق فلسطين عام 1948,بقبول رسمي عربي منقطع النظير,بغض النظر عن التلوث الصوتي العربي الذي كان يعكر الهدوء في الأثير العربي ومفاده أن الجميع يعملون على تحرير فلسطين, وخاصة أولئك الذين كانت ترتب لهم امريكا الوصول إلى الحكم عن طريق الإنقلابات العسكرية وفي المقدمة حافظ"....." في سوريا,والتي ذبحت المقاومتين اللبنانية والفلسطينية عام 1982 على مرآى ومسمع من جيشه الذي كان يحتل لبنان في تلك الفترة .
ما لم تحققه مستدمرة إسرائيل الخزرية من خلال الحروب الممسرحة مع الدول العربية, رغم أنها كانت في كل مسرحية تتسلم مساحات لا بأس بها من الأراضي العربية, إلى درجة أنها تسلمت كامل فلسطين, وسيطرت على مناطق عربية إما بيعت لها بيعا مثل هضبة الجولان أو تسلمتها مثل سيناء وغيرها, وكان ذلك بفضل إخلاص من زرعوا بين ظهرانينا ليحكموا ليس بما انزل الله, بل بما ينطق به "يهوة" إله الحرب عند يهود بحر الخزر, وإبتعدوا عن كلام الله عز وجل, وإتبعوا ما ورد من هرطقات في تلمود بابل.
بعد كل ما رأيناه واصبح واقعا على الأرض, فقد تعدت إسرائيل الخزرية حدود المنطقة ما بين الفرات والنيل, ليصبح نفوذها ما بين الشاطيء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط حتى الشاطيء الغربي لبحر قزوين, بعد أن قامت بالتشبيك مع الدول الإسلامية التي إنفصلت عن الاتحاد السوفييتي, فيما نحن المسلمين لم نعلم ربما حتى يومنا هذا عن هذه الدول.
المقبل من الأيام أسوأ, إذ أن مستدمرة إسرائيل تسلحت بغبائنا نحن, الذين تطوعنا لخدمتها, وأسهمنا بإبقائها حتى يومنا هذا, وستكون خارطتها المقبلة مدعمة بكانتونات إنعزالية في كل من لبنان وسوريا وسيناء, وها هي تعمل على إنشاء إقليم يهودي كردي في منطقة الموصل في العراق "نينوى", ربما ليكون داعما لإقليم كردستان العراق في تحقيق مصالح مستدمرة إسرائيل الخزرية .
ولا شك أن التغيرات الأخيرة التي طرأت في المحروسة مصر بعد خلع رأس النظام حسني مبارك، يصب في خدمة مستدمرة إسرائيل الخزرية, كما أن الانقسام الفلسطيني أسهم بدوره بتثبيت اوتاد مستدمرة إسرائيل في فلسطين مؤقتا, ونرى أن الطرفين الفلسطينيين المتصارعين, مختلفان على من يقدم أكثر لمستدمرة إسرائيل, وستكشف لنا الأيام المقبلة ما هو أسوا عن الإنقسام الفلسطيني المخطط له جيدا .
صحيح أن مستدمرة إسرائيل الخزرية كانت تفتقد للقوى البشرية لإحتلال مساحات أوسع من البلدان العربية, لكنها الآن وجدت في جيوش المنطقة خير معين لتحقيق حلمها, ويبقى البعض منا يمارس دور الخديعة بأنه يحب فلسطين ويدعم القضية الفلسطينة, وقد أسهم فرع الإستخبارات السرية العسكرية الإسرائيلية ISIS" داعش في فتح الطريق لتحقيق الحلم الصهيوني.