facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نمطنا الاستهلاكي الرمضاني شراء ما نشتهي لاستهلاك ما نحتاج


د. ناجي معلا
27-06-2016 05:11 PM

لو أمعن كل مواطن منا النظر في قائمة أصناف المأكولات الموجودة على مائدة الافطار التي نجلس حولها يوميا لوجدنا ان كثيرا من الاصناف الموجودة لا تلمسها يد وان لمستها فان اللمس يكون محدودا . فمدى الاقبال عليها تحدده أولويات حاجة الجسم الطبيعي المحكومة بمجرد لقمة أواثنتين، وتكون النتيجة أطباق أصناف لم تمس وأطباق أخرى قد تم مسها جزئيا .وهذا يعني ان النفس التي تقوم بتحضير أصناف المائدة قبل الافطار لا تكافيء التفس التي تتناول هذه الاصناف عندما يجلس الصائم على المائدة لغرض افطاره .. واذا راقبنا تصرفاتنا السلوكية في الاسواق ومراكز التسوق خلال ساعات النهار لوجدناها تصب في المنهج السلوكي الذي يحكم الطريقة التي يتم بها تحضير مائدة الافطار .
والحقيقة ان هذا النمط الاستهلاكي يمكن تفسيره بالالية السيكولوجية التي تحدد سلوكنا الشرائي . فسلوكنا التسوقي في ساعات النهار وأثناء الصيام غالبا ما يكون محكوما بما تشتهيه نفس الصائم ، أما سلوكنا في تناول الطعام أثناء الافطار فغالبا ما يكون محكوما بالحاجة الفسيولوجية لجسم الصائم . أن التحليل العلمي لهذا النمط الاستهلاكي يفرض علينا الاجابة على سؤال هام هو : الى أي مدى ينسجم هذا النمط الاستهلاكي مع القيم الاجتماعية والاقتصادية التي يحملها مفهوم الصيام كما أراده الله لنا كفريضة علينا ؟ ان الاجابة على هذا السؤال تقتضي منا الاجابة على مشتقة هذا السؤال وهي : هل شهر رمضان هو مناسبة للعبادة وترويض الذات وكبح جماحها عن كثير من ملذات الطعام التي تستميل شهوة النفس الى الطعام ، والتي تكون في معظم الاحيان مصدرا للضرر والاذى الجسماني ، أم هو مناسبة نقوم فيها باطلاق العنان لانفسنا لتهيم في بحر الشهوة والتسلية والترفيه ؟ ان الاجابة على السؤال ومشتقته تكمن في مضمون الايات الكريمة التي وردت فيها فريضة الصيام والمعاني القيمية التي وردت في الأثر الشريف .
ان أبرز ما يمكن ان يعكسه هذا النمط الاستهلاكي في شهر رمضان هو الاسراف في الامر. ان كثيرا من أصناف الطعام التي تشملها موائد البعض منا والتي لا تمس ولا تلمسها أيادينا لا تجد لها طريق الى كثير من الموائد التي تتمنى أيادي البعض ان تمتد اليها ولا تجدها بسبب عدم القدرة على شراءها . فهل هذه قيم فريضة الصيام ؟ من ناحية أخرى ، فاذا قمنا بترجمة مقدار هذا الاسراف في الاستهلاك الرمضاني الى قيمة نقدية فاننا سندرك مقدار الهدر الاقتصادي لمواردنا وما بين أيدينا من النعم التي وهبنا الله اياها لنحسن استخدامها ونعطي هذا الاستخدام معاني الشكر لله الذي وهبنا اياها " فبالشكر تدوم النعم . " أخيرا ، وشهر رمضان الفضيل في عشره الأواخر ، فاننا مدعوون في هذه الفترة الباقية الى محاولة صياغة منهجيتنا في سلوكنا الاستهلاكي ليأتينا الشهر في العام القادم وقد وهبنا الله القدرة على احداث التغييرالمطلوب في سلوكنا الاستهلاكي الرمضاني . اليس كذلك ؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :