في الانباء ان مقر حزب جبهة العمل الاسلامي في المفرق اضرمت النيران فيه ، والتحقيقات جارية لتبيان الاسباب والمعتدين ليصار الى اتخاذ الاجراءات القانونية واجبة الاتباع حيالهم.
المصلحة الوطنية تقتضي الاسراع بكشف المتسببين وتقديمهم الى القضاء خصوصا وان الحزب في رده على الحادثة انطلق من مفاهيم الحرص على الوحدة الوطنية وعدم الانسياق الى التطرف الذي يضرب الاقليم وادى الى عدم استقراره .
بالامس القريب ضربت "عصابة داعش الارهابية " المتطرفة الحدود الاردنية الشمالية الشرقية بسيارة مفخخة وراح ضحية الاعتداء سبعة من ابناء الوطن دون ان يتلفتوا الى ان دمنا حرام ما يتطلب تحصين الجبهة الداخلية للحفاظ على الارواح والممتلكات فالمعتدون على مقر الحزب يسعون الى توتير العلاقة بين جبهة العمل الاسلامي والمتعاطفين معه مع مكونات الشعب الاردني الذين لا ينتمون فكريا وسياسبا واقتصاديا مع منظومة فكر الجبهة ، غير ان ذلك لا يبرر الاعتداء على الحزب تحت أي ظرف .
فاعضاء الحزب بين ظهرانينا ومنهم اصدقاء واقارب ولطالما انتهجوا ثوابت الدولة الاردنية فعلينا ان نلتقيهم في منتصف الطريق لتطوير الاردن والبحث عن مكامن الاختلال لمعالجتها داخليا دونما اجندات خارجية وهذا ما اكدته قيادات الحزب غير مرة .
المطلوب في المرحلة الحالية رص الصفوف وتهدئة الداخل الاردني الذي تتربص به جماعات خارجية متطرفة تحاول اذكاء الفتنة بين الشعب الاردني لايجاد ساحة غير مستقرة تمكنها من خلال ذلك التسلل الى الداخل الاردني وفرض معتقدات القتل التي قامت على اساسه تلك الجماعات المتطرفة التي لا تراعي سماحة الاسلام ورحمته .
ونقول تعالوا الى كلمة سواء ، فجبهة العمل الاسلامي يتطلب منها في ظل الظروف الراهنة والعصيبة التريث وعدم اطلاق الاتهامات جزافا والانحياز للدولة الاردنية بعيدا عن الاستفادة من حرق الحزب في المفرق واستغلاله خارجيا انطلاقا من حكمة ابناء البادية القائلة "حد الدنيا اهلك"، فالاستقواء على الاهل خارجيا اكبر بكثير من الاعتداء على الحزب والانخراط في بوتقة الوطن ضرورة يؤجر عليها الحزب والقائمين عليه ، كما ان اعمال العقل في ظروف استهداف الاردن وجنوده البواسل ستحسب للحزب ولن ينكرها الشعب الاردني وستبقى في ذاكرتهم التاريخية .
الحالة هذه تتطلب من الجهات التنفيذية الحكومية كشف ملابسات الحادثة وعدم التعمية وتقديم المسئين الى القضاء لان المصلحة الوطنية تقتضي عدم الاساءة لأي حزب اردني او جهة أخرى تعمل وفقا للدستور الاردني ، فالمعتدين احسبهم لا يريدون للاردن خيرا وهم جانبوا الصواب وسيلفظهم الشعب الاردني الحر من مختلف معتقداته كون الفعل شائن وغير مبرر فاعضاء الحزب ابناء الوطن ينطلقون من مصلحته العليا وحال مخالفة أي منهم، فالاردن دولة مؤسسات وقانون وقضائه شامخ خصوصا وان المطالبات تتكرر لدولة تكافؤ الفرص الذي يسوده القانون ويطبق على الجميع بمساواة دونما استثناء ، وللحزب واعضائه تعالوا الى كلمة سواء ، فالمرحلة تتطلب الانحياز للوطن، فالوطن للجميع وانتم جزء من الوطن .
Huss_68@yahoo.com