القنوات الفضائية الأردنية بين الإعلام والإعلان
مجد مروان العمد
27-06-2016 01:17 AM
في الوقت الذي تتسابق فيه الفضائيات العربية والعالمية للحصول على أكبر نسب مشاهدة إما عن طريق استخدام آخر ابتكارات تكنولوجيا الاتصال في تقديم الصوت والصورة و/أو عن طريق تقديم محتوى يرتقي بالجمهور في المجالات كافة، تصر بعض الفضائيات الأردنية على مزاحمة بعضها البعض في السوق الأردني من خلال بث الشرائح الإعلانية والقليل من الشرائح الإخبارية، وهي ما تعرف بقنوات السلايد.
تشكل قنوات السلايد ما نسبته 65% من مجموع القنوات الفضائية الأردنية، وقد بدأت بالانتشار منذ عام 2007، وهي قنوات تبث عن طريق الانترنت وتدار من أي مكان بالعالم من قبل شخص واحد أو عدد قليل من الأفراد، دون الحاجة إلى استوديوهات أو معدات بث أو أية تجهيزات خاصة، تبث على حيز ترددات لا يتجاوز بأفضل الأحوال 1 ميجا هيرتز بجودة متواضعة لكنها مناسبة لطبيعة محتوى الشاشة الذي يقتصر على صور ثابتة من الشرائح الإعلانية والإخبارية. تتميز هذه القنوات بالتكلفة التأسيسية والتشغيلية المنخفضة وبهامش ربح عالي نسبياً.
تستهدف قنوات السلايد بشكل أساسي ربات البيوت وكبار السن من المتقاعدين الذين يفضلون مشاهدة التلفاز على متابعة المواقع الإلكترونية، فتقدم الأخبار الخفيفة وأهم الأخبار العاجلة مع التركيز على أخبار الحوادث والجرائم التي تُنشر أحياناً بتفاصيل غير دقيقة، وذلك على هامش الإعلانات التي تتنوع أحجامها على الشاشة، عدا عن الإعلانات المبطنة التي تأتي على هيئة أخبار صحفية بينما هي في الحقيقة أخباراً إعلانية. تقوم قنوات السلايد على عوائد الإعلانات التجارية التي يتم تصميمها بشكل يناسب طبيعة عرض محتوى الشاشة، فهي جاذبة للمعلنين نظراً لانخفاض سعر الإعلان نسبياً ولانتشارها الواسع ضمن الفئات المستهدفة.
حال القنوات الفضائية الأردنية يثير تساؤلات عدة عما إذا بات قطاع الإعلام المرئي في الأردن سوقاً استثمارياً يجذب التجار كوسيلة لتحقيق الأرباح من خلال تقديم خدمة الرسائل القصيرة، وبث الإعلانات التجارية الخاصة بهم وتلك الخاصة بالشركات الأخرى أو حتى بالأفراد، بالإضافة إلى استغلال المواسم الانتخابية لتقديم الدعايات الانتخابية للمرشحين، أم أنه كما يقول بعض أصحاب قنوات السلايد بأن تأسيس هذه القنوات قد يكون خطوة أولى باتجاه تحويلها لقنوات فضائية تقدم البرامج المتنوعة؟ وإذا كان كذلك، هل باستطاعة هذه القنوات تقديم إعلام مهني وهادف بشكل يرتقي بالإعلام المرئي الأردني؟
والآن .. وقد حان الوقت للتحول من البث التماثلي إلى البث الرقمي ذو الجودة العالية، هل ستتجه هذه القنوات إلى البث الرقمي الأرضي بدلاً من الفضائي سيما أن أغلبها يستهدف الجمهور المحلي؟
ألسنا اليوم في أمس الحاجة إلى نوع مختلف من القنوات الفضائية؛ قنوات تقدم إعلاماً حقيقياً يضاهي ما تقدمه كبرى القنوات العربية والعالمية من إعلام مسؤول يوفر للمشاهد الأردني والعربي كل ما يتوق إليه من معرفة واطلاع أو حتى ترفيه، مع تقديم الإعلانات التجارية لضمان الاستمرارية في تقديم الخدمة الإعلامية المعاصرة؟
تساؤلات كثيرة يؤمل أن تكون بداية لعصر جديد في تنظيم قطاع الإعلام المرئي الأردني يحمل في طياته الكثير بدءاً من التركيز على النوع لا الكم، وانتهاءً بتقديم صورة أوضح لمحتوى أسمى.